محور الأسرة ،تمهيد، السنة السابعة من التعليم الأساسي
Автор: أمين البحري
Загружено: 2025-07-22
Просмотров: 2817
محور الأسرة ،تمهيد، السنة السابعة من التعليم الأساسي
مفهوم الأسرة في اللغة:
الأسرة في أساسها اللغوي مأخوذة من الجذر العربيّ المكوّن من الحروف (أ، س، ر)، ويعني إحكام الربط ومتانته، وشدة التصاق أجزاء التكوين ببعضها.
ومنه قوله تعالى: نحن خلقناهم وشَددْنا أسْرَهم {الإنسان 28} ومعناه: أحكمنا خلقَهم.
أمّا أبو هريرة وغيره فقالوا: إنّ الآية تعني شددنا مفاصلهم وأوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب.
فالأسرة سمّيت بهذا الاسم لأنّ أحد أفرادها يتقوّى بها. والأسير سمّي أسيرا لأنّه مشدود بقوة لا يستطيع أن يخرج، والإسار هو القيد.
المصطلحات ذات الصّلة بالأسرة:
مصطلح الأهل: اُستعمِل مصطلح الأهل في القرآن الكريم بمعنييْن: المعنى الأوّل هو الأهل بمعنى الزوجة.
يقول الله تعالى: قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلاّ أن يُسجن أو عذاب أليم. {يوسف25}
والمعنى الثاني هو الأهل بمعنى العشيرة: النساء والأولاد وما أُلحِق بهما من القرابة وذي الرّحم.
قال الله تعالى: يا أيّها الذين ءامنوا فو أنقسكم وأهليكم نارا وقُودها النّاس والحجارة {التحريم 6}
مصطلح العائلة: لم يرد مصطلح العائلة في القرآن الكريم بمعنى القرابة ولا قريبا من هذا المعنى، وإنما ورد بمعنى الفقر والاحتياج.
قال الله تعالى: ووجدك عائلا فأغنى {الضحى 8}
وقد تناولت بعض معاجم اللغة كلسان العرب لابن منظور ومعجم الوسيط {ألّفه نخبة من اللغويين بمحمّع اللغة العربيّة بالقاهرة}
مصطلح عائل بمعنى المتحمّل لنفقة عياله.
وألحق بعض اللغويين مصطلح العائلة بمعنى من يضمّهم بيت واحد من الأباء والأبناء والأقارب.
ويبدو أنّ هذا المعنى تسرّب إلى اللغة العربية عن طريق ترجمة لفظ الإنجليزي و الفرنسي.
تعريف الأسرة في الاصطلاح:
انطلاقًا من الأصل اللغوي لكلمة الأسرة، الذي يفيد إحكامَ الربطِ وشدةَ التصاقِ أجزاءِ التكوينِ ببعضِها البعضِ، يمكنُ القولُ إنَّ الأسرةَ هيَ النظامُ الاجتماعيُّ الذي تنشأُ عنه أولُ خليةٍ اجتماعيةٍ تبدأُ بالزوجينِ وتمتدُّ حتى تشملَ الأبناءَ والبناتِ والآباءَ والأمهاتِ والإخوةَ والأخواتِ والأقاربَ جميعًا.
أهميّة الأسرة:
تمثلُ الأسرةُ النواةَ الأولى للمجتمعِ، وصلاحُ المجتمعِ يكونُ بصلاحِ الأسرةِ، إذ غيابُ الأسرةِ يعني زوالَ المجتمعِ.
الأسرةُ تتأثرُ بالمجتمعِ كما أنها تؤثرُ فيه سلبًا وإيجابًا.
توفرُ الأسرةُ للإنسانِ الحاجياتِ الأساسيةَ من غذاءٍ وماءٍ ومأوى، فالفردُ حينما يكون ضعيفًا بسببِ السنِّ (كبرِ السنِّ أو صغرهِ)
أو نتيجةً للحالاتِ الصحيةِ كالمرضِ. وهنا يكونُ للأسرةِ دورُ العائلِ للفردِ في حالاتِ ضعفهِ.
الوظيفة التربويّة للأسرة:
يولدُ الإنسانُ صفحةً بيضاءَ، فتقومُ الأسرةُ بصقلِ شخصيتِه ونحتها.
وتقومُ الأسرةُ ببناءِ شخصيةِ الطفلِ بما يجعلهُ قادرًا على القيامِ بأدوارهِ المستقبليةِ داخلَ المجتمعِ.
فالتربيةُ الحسنةُ داخلَ الأسرِ لها دورٌ في جعلِ المجتمعِ قويًّا متماسكًا، وهشاشةُ الأسَرِ وغيابُ المبادئِ داخلَها ينعكسُ على المجتمعِ
ويجعلهُ ضعيفًا هشًّا.
تغرسُ الأسرةُ داخلَ الطفلِ المبادئَ العامةَ التي تجعلُهُ يندمجُ داخلَ مجتمعهِ كالدينِ والمعتقداتِ والأخلاقِ والطقوسِ التي تجمعهُ بباقي مكوناتِ مجتمعهِ، مما يسهلُ فيما بعدُ عمليةَ اندماجهِ.
فوائد الأسرة للمجتمع:
تعززُ الأسرُ المتماسكةُ العلاقاتِ الاجتماعيةَ الصحيةَ وتقللُ من حدوثِ النزاعاتِ داخلَ المجتمعِ.
ويتمُّ نقلُ التراثِ الثقافيِّ والقيمِ من خلالِ المحافظةِ على التقاليدِ وتعليمِ الأطفالِ قيمَ العائلةِ والهويةِ الثقافيةِ.
كما يتحققُ التوازنُ الاجتماعيُّ والاقتصاديُّ عندما تكونُ الأسرُ قادرةً على تلبيةِ احتياجاتِ أفرادِها الأساسيةِ، مما يكونُ له تأثيرٌ إيجابيٌّ على الاقتصادِ المحليِّ والاستقرارِ الاجتماعيِّ بشكلٍ عامٍّ.
نماذج لأفراح العائلة وأتراحها:
تعدّ أفراحُ الزواجِ، وولادةُ طفلٍ، والاحتفالاتُ بالمناسباتِ الدينيةِ، والتخرجُ والنجاحُ من أبرزِ لحظاتِ الفرحِ في حياةِ الأسرةِ.
وعلى النقيضِ من ذلك، تمثّلُ الأحزانُ، مثلُ فقدانِ الأحبّةِ، والخصومةُ بينَ أفرادِ العائلةِ، والفشلُ الدراسيُّ أو المهنيُّ، تحدّياتٍ كبيرةً. يتعلمُ أفرادُ العائلةِ من خلالِ هذهِ التجاربِ كيفيةَ التعاونِ والتضامنِ والتكافل والتعاضد والمساعدةِ المتبادلةِ في جميعِ الأوقاتِ، سواءً في الأفراحِ أو الأحزانِ.
الاستنتاج:
تُعدُّ الأسرةُ أساسًا وحجرَ الزاويةِ في تكوينِ الفردِ والمجتمعِ. وعلى المجتمعاتِ أن تعملَ على دعمِ الأسرِ وتوفيرِ البيئةِ المناسبةِ لنموِّها وتطورِها.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: