الصوفي الساحر التائب حامد آدم

الحسابات الرسمية لمحمد بن شمس الدين: https://mshmsdin.com/links
وسائل الدعم:
باتريون   / mshms  
باي بال: https://www.paypal.com/paypalme/MShmsDin

عرض محتوى القناة من هنا:    / @mshmsdin  
_________________



في قرية سودانية، تعشعش الصوفية في حياة الناس. هناك ولد حامد آدم، الذي أراد أهله أن يصبح طالب علم وشيخًا يدعو إلى الله. أرسلوه للتعلم بين دجاجلة الطريقة التيجانية، حيث لاحظوا ذكاءه وسرعته في حفظ القرآن. كان مطيعًا لشيوخه وطموحًا ليصبح وليًّا من أولياء الله.

بدأ شيوخه بترقيته تدريجيًا: صار "وتد"، ثم "نجيب"، وأخيرًا جاءت اللحظة التي انتظرها وهي ترقيته إلى "قطب"، وهو المنصب الأعلى الذي لا يصل إليه إلا أربعة على عدد الجهات الأربعة. قبل هذا الشرف المزعوم، كان عليه اجتياز اختبار رهيب في خلوة مظلمة معزولة عن القرية لمدة 41 يومًا، ومعه فقط 3 تمرات يوميًا وقليل من الماء. أخبروه أن الخروج قبل انقضاء المدة سيجعله مجنونًا أو يقتله.

عند دخول الخلوة، كان عليه أن يتعرى تمامًا حتى في صلاته، ويقرأ القرآن بشكل معكوس، بدءًا بالآيات الأخيرة وحتى الحروف كلها. أقنعوه بأن هذا هو "العلم اللدني" الخاص بالأولياء، وليس كما يتعلمه العوام. واستدلوا بقصة موسى والخضر، زاعمين أن الخضر كان وليًا له "علم لدني"، بينما موسى كان لديه "علم ظاهر". لكنهم أغفلوا أن الخضر قال لموسى: {وما فعلته عن أمري} أي بأمر الله، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: (لا نبي بعدي).

في الليلة 41، استيقظ حامد على أصوات غريبة. ظهرت أمامه مخلوقات مرعبة مثل حشرة عملاقة وعقرب ضخم وخيل تجري نحوه. ثبت ولم يضره شيء. ثم جاءه "سهسهوبي"، زعيم الجن الذي ادعى أنه ملك من الملائكة. أخبره أنه نجح في الاختبار وصار من "أولياء الله الصالحين"، مع 286 روحانيًا تحت إمرته. أراه أحرفًا أبجدية في السماء، وقال إنها "اللوح المحفوظ"، وأقنعه بأنه الآن يأخذ أوامره مباشرة منه.

بدأ الجن يفرضون عليه شروطًا غريبة: عدم صيام رمضان، الصلاة بلا وضوء، وسبّ الله والنبي. استجاب حامد لكل ذلك معتقدًا أنه بذلك أصبح وليًا لله. بعد موت القطب السابق، صار حامد القطب الجديد الذي يأتيه الناس من كل مكان بحثًا عن كراماته.

كان لدى الشيخ حامد كرامات، منها تحريك الإبريق ليصب الماء والشاي للزائرين، ومعرفة اسم الشخص وسبب مجيئه عبر الجن الذين يتواصلون مع قرين الشخص. كانت هذه الكرامات تخدع البسطاء الذين اعتقدوا أنه يملك القدرة على تسخير الجن لخدمة الناس، بينما كانوا مجرد شياطين متخفية.

لحظة الصحوة جاءت حين دخل رجل على حامد وقال له: "أنت تتعامل مع الجن، وليس مع الملائكة." لم يصدق حامد، فقرأ الرجل آية الكرسي وطلب من حامد أن يدعو مساعده "سهسهوبي". اقترب الجن عاجزًا عن التقدم بسبب آية الكرسي. أدرك حامد الحقيقة، وكان يعيش في وهم كبير. بدأ حياته الجديدة كداعية إلى السنة، يدعو الناس إلى التوحيد ويحذرهم من فخاخ الشيطان.

السحر من أخطر الجرائم التي تورط فيها الإنسان، فهو كفر يؤدي إلى الضلال. التصوف المنحرف طريق آخر من طرق الضلال، يروج لمعتقدات باطلة تحت غطاء الزهد والتقوى. يجب التمسك بالعقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة، والابتعاد عن كل ما يفسد الإيمان. الدين هو النور الذي يضيء لنا الطريق، وكل ما عداه من خرافات وشركيات هو ظلام يقود إلى الضلال.