كلمة للشيخ محمد أديب حسون رحمه الله في رحلة حج السيد النبهان رضي الله عنه إلى الحج عام 1965م
Автор: أحباب الكلتاوية
Загружено: 2016-08-07
Просмотров: 10619
كلمة للشيخ محمد أديب حسون رحمه الله في رحلة حج السيد النبهان رضي الله عنه إلى الحج عام 1965م
مرحباً بضيوف الله في بيت الله . مرحباً بالذاكرين الله كثيراً . مرحباً بمن يحبهم الله وبمن يذكرهم الله لأنهم ذكروه سبحانه وتعالى بألسنة طاهرة وقلوب يقظة ،وأرواح مشرقة .
أحمد الله الذي لاإله إلا هو ، وأصلي وأسلم على فخر الكائنات سيدنا محمد الذي أخرجنا من ظلمات الجهالة إلى نور العلم ، ومن شتات الفرقة إلى اجتماع المحبة ، فجزاه الله عنا خير الجزاء . وبعد :
أيها المسلمون ! يقول صلى الله تعالى عليه وسلم : لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به .إن في كل منا هوىً وانجذاباً لشيء من الأشياء ، فنحن من حيث أجسامنا تنجذب أجسامنا كلها إلى غذائها فإذا كنا مثلاً صائمين وقدم لنا الطعام فجميعنا ننجذب إليه بحسب طبيعتنا والحيوانية التي فينا ، ونحن من حيث روحنا المشرقة من حيث روح الله المنفوخة فينا . ننجذب إلى حب . ننجذب إلى وئام . ننجذب إلى هدف أسمى . ننجذب إلى شيء يعلو بأرواحنا فوق مستوى الفناء ويضعنا في سدة أمام عرش الرحمن حيث لانفنى وحيث نكتب بالنور بأحرف من نور مع الخالدين من عباد الله الصالحين .
أيها السادة والإخوان : كلكم تعلمون كيف كانت أهداف الجاهلية في تفرقها وتمزقها وشتات شملها ، وكلهم قد انغمسوا في حمأة الرزيلة لايعرفون للإنسانية معنى . قد ماتت أراوحهم في أبدانهم ، وقد قفلت قلوبهم بأقفال القسوة والغفلة ، ورحم الله العالم من حيث أنه أرحم الراحمين وأرسل الرسل وأخيراً أرسل سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي جبله الله على المحامد فكان حامداً محموداً محمداً ، ووجه ماأودع الله فيه من قوة وما جعل فيه من نور توجه لهذه القوى الظاهرة والباطنة إلى أولئكم الذين كانت فيهم طاقات الخير مدفونة ، وكانت فيهم كنوز الفضل والفضيلة ولكنها كانت مطمورة بتراب الجهل وغبار البعد السحيق عن حقوق الله وحقوق الآدمية ، ونفخ فيهم تلك النفخة المحمدية ، ولملم أهدافهم ، وجذب نفوسهم ، ورفع قلوبهم ، وتفتحت عيون أرواحهم إلى من نفخها في أجسامهم ، ففتحت ينابيع القلوب الخيرة إلى دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجاءت إليه عطشى ، وجاءت إليه غرثى تطلب زادها . تطلب غذاءها . إنها فقيرة إلى الغذاء . كم مضى عليها من الزمن من غير غذاء روحاني ومن غير غذاء تجتمع به على ربها ويجتمع به شملها على بارئها وخالقها ؟!
وهكذا وجه صلى الله عليه وسلم أهداف هذه القوى الخيرة وجه أهداف هذه الأرواح النيرة إلى حقيقة عليا ألا وهو توحيد الله ، وأفرغ فيها همة محمدية كاملة مشرقة ، وجعل رأسمالها إيمانها . جعلها تلتفت إلى قلوبها فتغذيها بنور العلم والحكمة ، ثم نظر هؤلاء الناس إلى بعضهم فرأوا أن أجسامهم وإن كانت متفرقة ولكن أرواحهم قد توحدت ، وقد توجهت وجهة واحدة في طريقة واحدة إلى جهة واحدة في عبادة واحدة في معنى واحد في إخلاص واحد في إشراق سماوي إلهي فقالت بلسانها وبقلبها وبروحها وبمشاعرها : لاإله إلا الله محمد رسول الله .
إنها تذوقت رسالة رسول الله من نفوسها . إنها تذوقت معنى محمد صلى الله عليه وسلم . تذوقت نور الرسول صلى الله عليه وسلم بالنور الذي أودعها فيها وبالعلم الذي أنبته في جوانحها .
أيها المسلمون : إن لنا عبرة في أولئك الأقوام الذين قد علمتم كيف كان شتات شملهم ، ولم يجمعهم إلا توحيد الهدف ، لم يجمعهم إلا شيء واحد جعلوا راسمألهم دينهم . لم يجعلوا رأسمالهم مالهم ، ولا أوطانهم ولا أولادهم ولااي شيء في هذه الموجودات إنما جعلوا رأسمالهم إرضاء الله والسير في هذه الحياة على ماسن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي الله سبحانه وتعالى .
وهكذا كان صلى الله عليه وسلم كالقائد الرحيم لاإنه كان قائداً بل سيد القادة رحمة وعلماً وحكماً ، وكان أباً شفوقاً رحيماً ، ومشى الناس وراءهم كالغنم الطيبة الطاهرة التي كلها خير ، فجبر كسيرها ، وهذبها وآواها وجنبها مجانب الهلكى ، وأودع فيها كل خير ، حتى أشرق نور الله تعالى بين جنبات نفوسهم فأجبوا بعضهم بعضاً .
إن كل من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم علامته أن يحب أخاه ، وكذب من يدعي أنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحب أخاه ، وإن المحبة لها حقوق تقتضيها ممن يدعيها .
إن كل واحد منا يدعي أنه يحب الله ورسوله ، ويحب إخوانه المؤمنين ، ويحب أصحابه ، وإن المحبة لاتكمل إلا بوحدة الهدف ، إننا إذا وحدنا أهدافنا وجعلنا رأسمالنا ديننا ، وجعلنا كل مانحرص عليه هو إصلاح نفوسنا وتقوية قلوبنا بالإيمان حتى تشرق أرواحنا بنور الله سبحانه وتعالى لابد حينئذ أن نحب بعضنا بعضاً ، وأن يكون كل واحد منا كاللبنة الثانية كهذا الحائط كل لبنة تشد أختها وتشد بعضدها وتقويها ، ولو أن أحجار هذا الجامع انفردت عن بعضها لكان كل واحد منا يقدر أن يضرب أي حجرة من أحجارها برجله فيخرجها إلى خارج المسجد ولكنها في هذا الائتلاف العظيم وفي هذا التركيب الحسن وفي هذا التلاؤم بين بعضها البعض كانت بنياناً مرصوفاً جميلاً حسناً آوت عباد الله لعبادة الله وذكر الله .ا.هـ
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: