ثناء الشيخ صالح الفوزان، والشيخ ابن عثيمين، والمفتي عبد العزيز آل الشيخ، على الشيخ بكر أبو زيد.
Автор: عبد الرحيم بن معاذ ابن أحمد
Загружено: 2025-10-15
Просмотров: 16
أما مؤلف هذه الحلية؛ فهو أخونا الشيخ بكر أبو زيد، وهو من أكابر العلماء، ومن المعروفين بالحزم والضبط والنزاهة؛ لأنه تولى مناصب كثيرة، وكل عمله فيها يدل على أنه أهل لما تولاه، وهو الآن مع لجنة الفتوى التي يرأسها سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز في الرياض، ومع هيئة كبار العلماء، فنسأل الله لنا وله التوفيق، ثم إن كلامه في غالب كتبه كلام يدل على تطلعه في اللغة العربية، ولهذا يأتي أحيانا بألفاظ تحتاج إلى مراجعة (مراجعة قواميس اللغة)، والذي يظهر أنه لا يتكلف ذلك؛ لأن الكلام سلس ومستقيم، وهذا يدل على أن الله تعالى أعطاه غريزة في اللغة العربية، لم ينلها كثير من العلماء في وقتنا، حتى إنك تكاد تقول إن هذه الفصول كمقامات الحريري، ومقامات الحرير معروفة لأكثركم، مقامات جيدة، وفيها مواعظ، وفيها كثير من الكلمات اللغوية التي يستفيد الإنسان منها.
مستمعيّ الكرام، كان لأهل العلم تأثر بموت الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-، وقد ذكروا من مآثره وما يعلمونه عنه شيئا كثيرا، ومن ذلك ما سجلته الإذاعة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، المفتي العام للمملكة العربية السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء، حيث يقول في ذلك:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد.
فنقول كما قال الله في حق الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا (إنا لله وإنا إليه راجعون).
إن رحيل الشيخ بكر أبو زيد عنا هي لا شك أنها من المصائب، والنبي يقول ﷺ: (إن الله لا ينتزع العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال، ولكن ينتزعه بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوسا جهالا؛ فسئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا).
الشيخ بكر أبو زيد معرفتي له من عام ١٤١٣، عندما عين عضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء، وعضوا في هيئة كبار العلماء، واستمرت العلاقة معه قريب عشر سنوات إلى أن مرض في أواخر عام ٢١.
كان رحمه الله مثالا في التعاون والتفاهم، الرجل حريص على البحوث العلمية، وله مؤلفات جيدة، مؤلفاته عديدة، من اطلع عليها قرأها تصور فهم ذلك الإنسان وسعة اطلاعه، وأيضا له علاقة صلة بكتب الشيخين ابن القيم وابن تيمية، علاقه قوية، ولا سيما كتب ابن القيم؛ فقد أشرف على طبع كثير منها، وجادّ في استيفاء الباقي رحمه الله-، وهو -أيضا مطلع على مجموعة ابن تيمية، بل له
اطلاع واسع حتى أنه يقرأ كتب التواريخ العظيمة، ويستخلص منها أمورا كثيرة؛ فقد قرأ سير أعلام النبلاء في وقت وجيز، واستخلص منه فوائد كثيرة، وهذه طريقته في قراءة المطولات، واستخلاص الفوائد، حتى تجد في كتبه نوادر يعز عليك وجودها عند غيره؛ لأنه اطلع اطلاعا واسعا، كان أسلوبه أسلوبا جذابا فيما يكتب، كان معنا في الدائمة للإفتاء، وفي هيئة كبار العلماء، متميزا باطلاعه، وعمق علمه، ذا حصيلة علمية، واطلاع واسع، وهو رحمه الله من الأشخاص الأفذاذ، له غيرة على دين الله -رحمه الله-، ثم غيرة على هذا البلد، وعلى قيادتها مما له أثر في تعامله.
فهو رحمه الله ذو علم وفضل وحسن تعامل، هكذا عرفناه في تعاملنا معه نحو عشر سنوات؛ فنسأل الله له المغفرة والتجاوز.
مستمعي الكرام، كان لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية، كان له كلمة عن الشيخ بكر أبو زيد، وما له من المآثر، وفي هذا السياق يقول -حفظه الله-:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
فقدنا أخا لنا في الله، عزيزا علينا، وزميلا، وعالما من أجلة علماء المسلمين، له جهود طيبة، بذلها في حياته رحمه الله في نشر العلم، وفي نصرة الإسلام، والدعوة إلى الله.
عرفت الشيخ طالبا في كلية الشريعة -رحمه الله-، طالبا مثاليا جادا مجدا في تحصيل العلم، وفي المعهد العالي للقضاء، في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، نال امتيازا -رحمه الله-؛ مما يدل على
ذكائه وفطنته ودقته في العلم.
أحب الناس وأحب لهم الخير؛ فأحبوه.
وعرفته زميلا في العمل، عضوا في هيئة كبار العلماء، وعضوا في اللجنة الدائمة للإفتاء، فكان مثاليا في طرحه وعرضه، وفي تجاوبه، وفي إعداده للمسائل العلمية التي تعرض في هذين المجالين. وعرفته مؤلفا، وباحثا، ومحققا للكتب، فكان في هذا المجال مبرّزا في إنتاجه، في مؤلفاته، في بحوثه، في تحقيقه للكتب العلمية،
لا سيما كتب الشيخين (ابن تيمية وابن القيم) -رحمهما الله، ورحمه معهم، ورحمنا جميعا-، إلى آخر حياته وهو مع هذين الشيخين الجليلين في إخراج ما اختفى من كتبهما، وإبراز ذلك، وكان حريصا جد الحرص على استقصاء ما للشيخين، شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم.
عرفته مدافعا عن الحق ورادا للباطل، في دفاعه عن الإسلام وعن حرماته؛ فكان رحمه الله غيورا على حرمات المسلمين، لا سيما المرأة المسلمة؛ فقد ألف كتابا مفيدا ممتعا، سماه (حراسة الفضيلة)، فيه توجيهات عظيمة للمرأة، وفيه رد على شبهات يوردها المبطلون في حق المرأة، ثم أيضا عن التعليم وما عرض له من التغريب؛ فإن له مؤلفات في هذا الموضوع محذرا من التغريب، حتى في الأسماء، والعادات، وجميع ما هو مستورد من جهة الغرب، وليس لنا فيه فائدة؛ فإنه كان مميزا بين ما فيه فائدة وما ليس فيه فائدة فيحذِّر منه.
كان حريصا على التمسك بالإسلام، والتمسك بالأخلاق الفاضلة، والتمسك بالآداب الزكية.
هكذا عرفت الشيخ بكرا رحمه الله-، وعرفت مواقفه، وجهوده، وجده، واجتهاده؛ مما نرجو أن الله قد ادخره له في دار كرامته، ومستقر رحمته، ونسأله -سبحانه أن يحسن جزاءه وثوابه، ويضاعف أجره، وأن يخلفه على المسلمين بمن يسد مسده، ويجبر ثلمته؛ فإن فقد العلماء ثلم عظيم في الإسلام، لا سيما إذا قل العلماء المحققون، وكثر المتعالمون؛ كما في زماننا هذا؛ فقد قال ﷺ: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء، وإنما يقبض العلم بموت العلماء، فإذا ...
التكملة: https://t.me/abdadirhim/2328
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: