قصة النمو المذهل لاقتصادات النمور الآسيوية

أربع دول فقيرة الموارد تحولت إلى معجزة اقتصادية من قلب الشرق.. قصة النمو المذهل لاقتصادات النمور الآسيوية

#سياسة_لس

النمور الآسيوية الأربعة
اسم أُطلق على أربع دول
في شرق وجنوب شرق آسيا
نما اقتصادها بشكل مذهل
وتعرف عموماً بـ"المعجزة الآسيوية"
وهي: سنغافورة، هونغ كونغ،
كوريا الجنوبية، وتايوان
هذه الدول تحولت خلال
فترة قصيرة نسبياً من كيانات
محدودة الموارد الطبيعية
والقدرات الاقتصادية إلى
محركات هائلة للنمو العالمي
بين مصاف الدول المتقدمة
وذات مستويات مرتفعة
من الناتج المحلي الإجمالي للفرد
ومؤشرات تنمية بشرية ممتازة
فقصتها ليست مجرد
نجاح اقتصادي بل درس
في التخطيط الاستراتيجي
والاندماج الذكي بالنظام العالمي.
البداية تعود إلى
ستينيات القرن العشرين
حين كانت هذه الدول
لا تزال في مرحلة
ما بعد الاستعمار والصراع
تعاني من بطالة مرتفعة
وفقر مدقع لكن قادتها
أدركوا مبكراً أن
مفتاح القوة يكمن
في التصنيع الموجه للتصدير
وهكذا بدأت رحلة التركيز
على الصناعات كثيفة العمالة
من المنسوجات والبلاستيك
إلى الإلكترونيات البسيطة
بالإضافة إلى الخدمات المالية
وبمرور الزمن ومع استثمار
هائل في التعليم والبنية التحتية
تحولت هذه الصناعات
إلى مجالات عالية التقنية
مثل أشباه الموصلات،
والتكنولوجيا الحيوية،
وتعد كوريا الجنوبية
المثال الأكثر دراماتيكية
فبعد أن خرجت في الخمسينيات
مدمرة بالكامل من الحرب الكورية
تحولت إلى قوة صناعية
عالمية اليوم بفضل شركات
مثل "سامسونغ" و"هيونداي"
أما تايوان، فقد تحولت إلى
رائدة في صناعة أشباه الموصلات
حيث تُعد شركة "TSMC" اليوم
العمود الفقري للتكنولوجيا العالمية
وبدورها هونغ كونغ اعتمدت على
موقعها الجغرافي لتصبح
مركزاً مالياً دولياً وجسراً
بين الصين والاقتصاد العالمي
بينما أصبحت سنغافورة
رغم صغر مساحتها
وافتقارها للموارد الطبيعية
واحدة من أكبر الموانئ التجارية
وأكثر الاقتصادات تنافسية
في العالم أما القوة الاقتصادية
لهذه النمور الأربعة فتتجلى
في مؤشرات واضحة
من معدلات نمو اقتصادي سنوي
تراوحت بين 7% و9%
خلال العقود الممتدة
من الستينيات إلى التسعينات
مع ارتفاع مستويات
الدخل الفردي بشكل مذهل
ويُعزى نمو الاقتصادات الأربعة
السريع والمستدام إلى
سياسات التصدير
وسياسات التنمية القوية
بالإضافة إلى إدارة الاقتصاد الكلي
فـ تايوان وكوريا الجنوبية
انتقلتا من اقتصادات
زراعية فقيرة إلى دول
ذات دخل مرتفع ضمن
نادي الاقتصادات المتقدمة
أما سنغافورة وهونغ كونغ
فأصبحتا ضمن أبرز
المراكز المالية العالمية
تنافسان مدناً مثل لندن ونيويورك
المفارقة أن هذه الدول
لم تمتلك موارد طبيعية ضخمة
مثل النفط أو المعادن
لكن قوتها جاءت من التخطيط
بعيد المدى والاستثمار
في الإنسان عبر التعليم
والابتكار مع الانفتاح
على التجارة الدولية
كما استفادت من دعم
أمريكي وغربي خلال
الحرب الباردة حيث اعتُبرت
حصوناً رأسمالية
في مواجهة الشيوعية
ما منحها تدفقاً هائلاً
من الاستثمارات الأجنبية
اليوم، تُصنَّف النمور الأربعة
من بين أبرز قصص النجاح
في الاقتصاد الحديث
وأصبحت نموذجاً يُحتذى به
لدول أخرى تبحث عن