مشهد النهاية: كيف سقط قارون تحت ثقل غروره؟

قصة قارون… الرجل الذي أغرقتْه كنوزه

كان قارون واحدًا من قوم موسى، يعرفونه جميعًا…
وكانوا يرونه كل يوم، لكنه لم يكن مثلهم.
فقد أعطاه الله من الثروة ما لم يُعطَ أحدًا من زمانه.

القرآن يصف ثروته بكلمة واحدة تكفي:
"إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ"
يعني مفاتيح خزائنه فقط… كان يشيلها رجال أقوياء ويشقّوا وهم شايلينها!

ثروة لا تُعد ولا تُحصى…
لكنها كانت سبب هلاكه.

الغرور… بداية النهاية

بدل ما يشكر ربّه، قال الكلمة اللي أنهت قصته كلها:
"إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي"
يعني: أنا غني لأني ذكي… أنا تعبت على ده… أنا السبب.

نسي المنعم، ورأى نفسه أكبر من الناس، وأكبر من النصح، وأكبر من الحق.
حتى أنه بدأ يتكبر على قومه، ويُريهم ثروته ليُحبط قلوبهم.

موكب التفاخر

خرج يومًا في زينته…
لبس أفخر ثيابه، وظهر بأعلى درجات الغرور.
الناس انقسموا أمامه:

فريق انبهر وقال:
"يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون…"

وفريق مؤمن قال لهم:
"ثواب الله خيرٌ لمن آمن… ولا يلقّاها إلا الصابرون."

العقاب الذي لم يتوقعه أحد

تجاوز قارون كل الحدود…
فجاءته النهاية التي لم يصدّقها قومه:

"فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ"

لم تغرق أمواله فقط…
بل هو وداره وكل ما كان يتباهى به، اختفوا في لحظة.

كم حاول أن يستنجد بثروته؟
كم حاول أن يتشبّث بما كان يظنّه قوة؟
لكن لا مال ولا جاه ولا علم… يستطيع أن يمنع أمر الله.

والناس الذين تمنّوا مثل ماله، قالوا بعدها:
"وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"

العبرة من قصة قارون

المال نعمة… لكن الغرور يحوّله إلى نقمة.

النجاح الحقيقي هو شكر الله… لا نسب الفضل للنفس.

لا تغتر بما تملك… فكل شيء يمكن أن يزول في لحظة.

القلب المتواضع… أغنى من ألف خزينة.