وثائقي | فن بناء الكاتدرائيات - العمارة الرومانسكية - الجزء الأول | وثائقية دي دبليو

لماذا بدأ المسيحيون قبل ألف عام في بناء كاتدرائيات تناطح السماء؟ هل أرادوا استعراض قوتهم الدنيوية أم أرادوا أن يكونوا قريبين من الله؟ في جميع الأحوال مازال هذا الفن المعماري يثير الإعجاب حتى اليوم.

مازالت الحقبة الرومانسكية تطرح الكثير من الألغاز التي لم تُحل حتى الآن. ما الذي جعل الناس في مطلع الألفية الثانية يبنون الكنائس التي ارتفعت في السماء وكأنها قلاع إلهية وأطلقت العنان لتنافس شديد على حجم الكاتدرائيات وأبهتها؟ يمكن من خلال أمثلة كاتدرائيات ماينتس وفورمس وشباير الإحساس بمقدار الإعجاب الكبير بالكاتدرائيات. في كنيسة يوهانس في ماينتس فُتح تابوت مغلق منذ ألف عام. يرقد فيه رئيس الأساقفة إركانبالد. أمر ببناء كاتدرائية ماينتس التي كانت أكبر كنيسة بنيت في الغرب في ذلك الوقت، وكان الغرض من خلال البناء الضخم الارتقاء بماينتس لتصبح روما الثانية، وجعل رئيس أساقفتها نائباً للبابا. بعدها بمدة قصيرة صمم الملك كونراد كاتدرائية في شباير لتكون مدفناً لعائلته من سلالة ساليان، وهي كانت تتناسب في حجمها مع الادعاء بأن الله نفسه قد عيّن أبناء ساليان سلالة إمبراطورية ، ليكونوا الحكام الأعلى للعالم. كان الصراع مع طموحات رجال الدين أمراً حتمياً. أما في فورمس فقد برز في القرن الثاني عشر متنافس جديد على السلطة: الطبقة الوسطى الناشئة.
بدأت حقبة جديدة تفكك خلالها ببطء هيكل السلطة المتصلب للحقبة الرومانسكية التي تجلت بمبانيها الضخمة، وخلق هذا مساحة لفن العمارة القوطية الذي يمجد الانفتاح والنور.


ـــــ
دعوة للحوار لدى دي دبليو:
https://p.dw.com/p/OYIo
المزيد من الأفلام الوثائقية تجدونها على مواقعنا باللغة الانجليزية: http://www.dw.com/ar/tv/docfilm/s-3610
  / dwdocumentary  
  / dw.stories