معجزة لغوية في عظمة خلق العرش | الرَّحْمَٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ ـ سيرتجف قلبك
Автор: ســــــكون - SUKOON
Загружено: 2025-08-09
Просмотров: 79518
في تأويل ءاية الاستواء، فقد ورد قرءانًا وصف الله بأنه مستوٍ على العرش، فيجب الإيمان بذلك بلا كيف، فليس بمعنى الجلوس أو الاستقرار أو المحاذاة للعرش، لأن ذلك كَيْفٌ، والله منـزه عن الاستواء بالكيف، لأنه من صفات الأجسام، بل نقول استوى على العرش استواء يليق به هو أعلم بذلك الاستواء، وهذا موافق ومنسجم مع الآية المحكمة (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ)، واعلم أن لعلماء أهل الحق مسلكان كل منهما صحيح:
الأول مسلك السلف وهم من كان من أهل القرون الثلاثة الأولى، قرن أتباع التابعين وقرن التابعين وقرن الصحابة وهو قرن الرسول صلى الله عليه وسلم، هؤلاء يسمون السلف، والغالب عليهم أن يؤولوا الآيات المتشابهة تأويلا إجماليا بالإيمان بها واعتقاد أن لها معنى يليق بجلال الله وعظمته ليست من صفات المخلوقين، بلا تعيين معنى خاص كآية (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (سورة طه) وغيرها من المتشابه بأن يقولوا بلا كيف أو على ما يليق بالله، وهذا يقال له تأويل إجمالي، أي قالوا استوى استواء يليق به مع تنزيهه عن صفات الحوادث، ونفوا الكيفية عن الله تعالى أي من غير أن يكون بـهيئة ومن غير أن يكون كالجلوس والاستقرار والحركة والسكون وغيرها مما هو صفة حادثة، هذا مسلك غالب السلف ردّوها من حيث الاعتقاد إلى الآيات المحكمة كقول الله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ) (سورة طه) وتركوا تعيين معنـًى معيـَّنٍ لـها مع نفي تشبيه الله بخلقه.
والثاني مسلك الخلف وهم الذين جاءوا بعد السلف، وهم يؤولونها تفصيلا بتعيين معان لها مما تقتضيه لغة العرب ولا يحملونها على ظواهرها أيضا كالسلف، فيقولون استوى أي قهر، ومن قال استولى (من غير سبق مغالبة)، فالمعنى واحد أي قهر، ولا بأس بسلوكه ولا سيما عند الخوف من تزلزل العقيدة حفظًا من التشبيه.
قال الحافظ البيهقي في كتابه الاعتقاد ما نصه (وأصحاب الحديث فيما ورد به الكتاب والسنة من أمثال هذا (يعني المتشابه) ولم يتكلم أحد من الصحابة والتابعين في تأويله على قسمين:
منهم من قبله وءامن به ولم يؤوله ووكل علمه إلى الله ونفى الكيفية والتشبيه عنه، ومنهم من قبله وءامن به وحمله على وجه يصح استعماله في اللغة ولا يناقض التوحيد، وقد ذكرنا هاتين الطريقتين في كتاب الأسماء والصفات في المسائل التي تكلموا فيها من هذا الباب. اهـ
وقال القاضي الإمام أبو بكر الباقلاني (ت 403 هـ) في كتابه الانصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به ما نصه (ويجب أن يعلم أن كل ما يدل على الحدوث أو على سمة النقص فالرب تعالى يتقدس عنه، فمن ذلك أنه تعالى متقدس عن الاختصاص بالجهات، والاتصاف بصفات المحدثات، وكذلك لا يوصف بالتحول، والانتقال، ولا القيام، ولا القعود لقوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ) وقوله (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ) ولأن هذه الصفات تدل على الحدوث، والله تعالى يتقدس عن ذلك، فإن قيل أليس قد قال (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) قلنا بلى قد قال ذلك، ونحن نطلق ذلك وأمثاله على ما جاء في الكتاب والسنة، لكن ننفي عنه أمارة الحدوث، ونقول استواؤه لا يشبه استواء الخلق، ولا نقول إن العرش له قرار، ولا مكان، لأن الله تعالى كان ولا مكان، فلما خلق المكان لم يتغير عما كان). اهـ
وقال البيضاوي في تفسيره (ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) (سورةالأعراف) استوى أمره أو استولى، وعن أصحابنا أن الاستواء على العرش صفه لله بلا كيف، والمعنى أن له تعالى استواء على العرش على الوجه الذي عناه منزهًا عن الاستقرار والتمكن. اهـ
رحمة الله، حب الله، لطف الله، رحمة الله بعباده، قصص عن رحمة الله، كلام عن رحمة الله، آيات عن الرحمة، أحاديث عن الرحمة، الله، الإسلام، الإيمان، فيديو مؤثر، فيديو ديني.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: