وداعا محسن جمال... طنجة تفقد أحد أعمدة الفن المغربي الأصيل

وداعا محسن جمال... طنجة تفقد أحد أعمدة الفن المغربي الأصيل

توفي صباح اليوم الاثنين 21 أبريل 2025، الفنان المغربي الكبير محسن بن شقرون، المعروف فنيا بلقب "محسن جمال"، عن عمر يناهز 77 سنة، وذلك بإحدى المصحات الخاصة في مدينة طنجة، مسقط رأسه، بعد معاناة طويلة مع المرض.

وشيع عشرات الفنانين والمحبين جثمان الفنان الكبير محسن جمال إلى مثواه الأخير، تاركاً وراءه إرثاً فنياً غنياً أثرى به الساحة الموسيقية المغربية على مدى عقود.

وصرح عبد الكبير الركاكنة، فنان مغربي، أن الراحل عُرف بإسهاماته الكبيرة في إثراء الخزانة الفنية المغربية بمجموعة من الأعمال الرائعة التي لا تزال عالقة في ذاكرة المغاربة، ومن أبرزها أغنيتا "الزين في الثلاثين" و"العربية" و"خيطانة"، التي تغنى من خلالها بالحب والحياة والمرأة، معبراً بصدق عن مشاعر وأحاسيس الإنسان المغربي.

وذكر مصطفى كتاب، أحد أصدقاء الفنان المقربين، في تصريح له خلال مراسم الدفن: "كنا صديقين لأكثر من 40 سنة، لم نكن نفترق يومياً، كنت أذهب إليه أو يأتي هو إلي، نتناول القهوة معاً... إلا أنه منذ حوالي ستة أشهر، لم يعد يقدر على الخروج من منزله بسبب تدهور حالته الصحية".

أجمع المشيعون على الخصال الإنسانية العالية التي تميز بها الراحل، فقد كان محسن جمال معروفاً بطيبة قلبه وحبه للناس والحياة، وابتسامته الدائمة التي لم تفارق محياه.

وقال أحد الحاضرين في مراسم الدفن: "كان يحب الناس كلها، روحه طيبة، وبقيت هذه الروح الطيبة حتى الوقت الحاضر... كان يحب الناس ويحب بلده، أتينا لكي نودعه ونوصله إلى مثواه الأخير".

وأضاف فنان آخر: "صعب أن تتحدث في هذا الظرف المحزن والمؤلم، لأن سيدي محسن جمال فنان كبير وأصيل وإنسان محب للحياة، أعطى الكثير للفن المغربي والموسيقى المغربية والغناء المغربي".

من المفارقات المؤلمة أن الراحل كان من بين الأسماء المقرر تكريمها في حفل أقيم مؤخراً بمدينة طنجة، لكنه اعتذر عن الحضور قبل 24 ساعة من موعد الحفل بسبب ظروفه الصحية.

هذا ووُلد محسن جمال بمدينة طنجة سنة 1948، وسط أجواء فنية ساعدته على صقل موهبته منذ سن مبكرة. بدأ مساره الفني سنة 1983، وتميز بإتقانه لآلة العود وولعه الكبير بالطرب المغربي الأصيل.

وخلال مسيرته التي امتدت لنحو 37 سنة، تعاون مع نخبة من كبار الفنانين والملحنين المغاربة، من قبيل عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، محمد الحياني، نعيمة سميح، ولطيفة رأفت، إضافة إلى أسماء لامعة في التلحين كـ عبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط.

ومن بين أشهر أغانيه التي طبعت ذاكرة الجمهور المغربي: “الزين فالثلاثين”، “أكيد أكيد”، “سمع ليا نوصيك”، “عيونك قالو لي”، “يا الغادي فطريق مولاي عبد السلام”، و*”هاذي سنين”*، وهي أعمال ما تزال تحظى باهتمام ووفاء عشاق الطرب المغربي الأصيل.



"فبراير.كم” إنه صوت الجميع. إنه عنوان الحقيقة كما هي بدون رتوش. الرأي والرأي الآخر.
تابعونا على:
Official Website | https://febrayer.com
Facebook |   / febrayer  
instagram:   / febrayer  
#بارطاجي_الحقيقة