مدثر عوض الجيد - لو سيرتك تمر - للراوية سمية الحسن محمد طلحة (أول شهيدة)

“لو سيرتك تمر” هي قصيدة سودانية رائعة من تأليف الشاعرة سمية الشيخ الحسن محمد طلحة (أول شهيدة)، التي تروي عن محبّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتستحضر سيرته العطرة كمنهج للتوجيه والإلهام في أوقات الشدة. تتناول المدحة الصعاب التي مر بها السودانيون بعد الحرب الأخيرة، وكيف أن الحياة قد ألقت عليهم محنًا وتحدياتٍ كبيرة. ومع ذلك، يجد السودانيون عزاءهم وسلوانهم في ذكرى سيرة المصطفى، فكلما تذكروا سيرته الطيبة، شعرت قلوبهم بالفرح والسكينة، ونسيوا همومهم وأحزانهم.

أول شهيدة، من خلال هذه المدحة، تبرز كيف أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تُمثّل مصدرًا دائمًا للإلهام، حيث يَجد السودانيون في الخارج القوة على التمسك بالقيم النبيلة التي قدّمها النبي، مثل الصبر، والتحلي بالأخلاق الحميدة. المدحة تذكرهم بواجباتهم في تمثيل بلدهم بشرف، وأنهم يجب أن يظهروا بأجمل الصفات في تعاملاتهم، مما يعكس صورة مشرّفة عنهم في بلاد الغربة.

من خلال هذه المدحة، تؤكد سمية طلحة على أهمية العودة إلى تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في وقت الأزمات، لتكون نورًا يهدي السودانيين في مسيرتهم اليومية

من أبرز خصائص قصيدة “لو سيرتك تمر” استخدام الراوية لكلمة “الحبيب”، حيث تُوظَّف هذه الكلمة للإشارة إلى ثلاثة مفاهيم محورية في قلب الإنسان: الله، ورسوله، والوطن. وتُظهر المدحة ضمنيًا أن هذه الكيانات تستحق المحبة، ولكن بدرجات متفاوتة. فمحبة الله عز وجل، بما لها من قدسية ورفعة، تتفوق على محبة كل ما سواه، تليها محبة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي هو قدوة الأمة ومرشدها. ثم تأتي محبة الوطن، التي تتجسد في الولاء والاعتزاز بأرضه وأهله. وفي هذا السياق، تجسد الشاعرة عبر تدرج المحبة هذا أن الحب، كما هو شعور إنساني عميق، يمكن أن يتنوع ويتفاوت بحسب المكانة والمرتبة، بما يعكس أولويات السودانيين الدينية والوطنية في حياتهم اليومية

القصيدة تذكر أيضًا لقبها "أول شهيدة”، وهو تعبير كناية عن أول شهيدة في الإسلام، الصحابية الجليلة سمية بنت الخياط، التي كانت أول شهيدة في تاريخ الإسلام، حيث استشهدت بسبب تعذيب قريش لها في بداية الدعوة الإسلامية. من خلال ذكر سمية بنت الخياط، تحث القصيدة على الصبر والثبات على المبادئ حتى في أصعب الأوقات، مما يضفي على كلماتها عمقًا تاريخيًا وروحيًا