قصيدة المجلس البلدي لبيرم التونسي.. النسخة الأصلية كاملة 👌 👇
Автор: ما لم تشاهد
Загружено: 2021-06-25
Просмотров: 2244
يقول الشاعر بيرم التونسي:
لا تنكروا ما رأيتم من ضني جسدي *** ولا فؤادي الذي أمسكته بيدي
بمحنتي لم يُصَب في الناس من أحدِ *** قد أوقع القلب في الأشجان والكمدِ
هوي حبيبٍ يُسَمي المجلس البلدي
كم حلّ والله هول ساحِقٌ وثوى *** فما فزعتُ وكم ذئب الشتات عوى
فما أرقتُ وزادتني الخطوبُ قوى *** ما شَرّد النوم عن جفني القريح سوى
طيف الخيال.. خيال المجلس البلدي!
أحببته وفؤادي لا أحوّله *** عن حبه وكفاني ما أومله
من وصله وبما تدري عواذله *** إذا الرغيفُ أتي فالنصفُ آكله
والنصف أجعله للمجلس البلدي
إن جاء مهّدت خدي موطئًا نضرا *** أو راح أرسلت قلبي يقتفي الأثرا
ما ألق عن هجره ما عشتُ مصطبرا *** أقول حتى لو اني في الطريق أرى
قرشين: ذا لي وذا للمجلس البلدي!
فقدتُ مِن أجله داري وَرَبَّتها *** كذاك معشوقتي الأخري وجيرتها
لكن مواثيقه أحكمتُ عُروتها *** كأن أمي بلَّ الله تُرْبتها
أوصت وقالت: أخوك المجلس البلدي
هذي المدينة قد أحصي برَابِخَها *** ويعلم الشاة إن مُدّت وسالخها
فكيف ينكر ناراً كان نافخها؟! *** ولم أذق طعم قِدْرٍ كنت طابخها
إلا إذا ذاق قبلي المجلس البلدي!
أحببتُ من لم أرد عن حبه بدلاً *** قال الوشاةُ: نراه عن هواك سلا
وأنت ما زلت تهواه.. فقلت بلي *** وما كسوتُ عيالي في الشتاء ولا
في الصيف إلا كسوتُ المجلس البلدي
أفاق كل صريع في الهوي وصحا *** ورحتُ في الحب مخموراً مساء ضحى
إن غبت عن قدح أتبعته قدحا *** وإن أقمت صلاتي قلت مفتتحاً
الله أكبر.. بسم المجلس البلدي!
ضلّت أناس لغير الله قد سجدت *** والكل قد خفيت أسرارهم وبدت
والله يعلم ما نفسي وما عبدت *** أستغفر الله حتي في الصلاة غدت
عبادتي نصفها للمجلس البلدي
سلوا الرسائل عن أهل الهوي قِدَما *** وكم بَري الشوقُ في تحبيرها قلما
وخبروني وكونوا خير من حكما *** هل دارت الرسل بين العاشقين كما
تدور بيني وبين المجلس البلدي؟
أعجِبْ لعشقٍ له فنٌ وهندسة *** جدران حبي علي قلبي مؤسسةٌ
وتلك أرقامها طُهرٌ مقدسةٌ *** عندي قسائم أشواق مكدسةٌ
وكلها من حبيبي المجلس البلدي
كم بتُّ في الليل يوماً والزمان شتا *** بلا نساء.. ومثلي للنساء فتى
ما قلت أفٍّ ولا قلت الزواج متي؟ *** أخشي الزواج إذا يوم الزفاف أتي
يبغي العروسَ صديقي المجلس البلدي!
لا أبتغي أبداً عن وحدتي بدلا *** وإن تزوجتُ وافاني ومدّ يدا
لم أنتظر منه يوما عفةً أبدا *** وربما وهب الرحمن لي ولدا
في بطنها يدّعيه المجلس البلدي!
إن قلتُ من حيرتي: مِلْك الرقاب لمن؟ *** أجابني: الأرض ملكي والسماء إذاً
له النفوس وقد أحصي لها عدداً *** أمشي وأكتم أنفاسي مخافة أن
يعدّها عاملٌ بالمجلس البلدي
قد كنت في المال والأولاد أُشركه *** وقد قلاني لسرّ لست أدركه
فإن رأيت ظلاماً لست أسلكه *** وإن جلست فجيبي لست أتركه
خَوفَ اللصوص وخوفَ المجلس البلدي
هو الذي لم يدَعْ في الأرض شاردةً *** كلا ولا رطبة فيها وجامدةً
إلا وكانت علي التحصيل شاهدةً *** يا بائع الفجل بالمليم واحدةً
كم للعيال وكم للمجلس البلدي؟!
غازٍ إذا صارع العبسيّ جندله *** ويُبرم الأمر عسفاً لن يعدله
وإن رأيتُ علي بابي محصله *** بكي الصغير يريد الخبز قلت له:
دعنا لندفع مال المجلس البلدي
يبغي ويطلب أثوابي فأنزعها *** والروح أيضاً وما كنتُ لأمنعها
إذا الخطوب أحاطت كيف أدفعها؟ *** والأرض والناس والأنعام أجمعها
الكل ليس لغير المجلس البلدي
لو يأمن الناس ليلاً ما يورقهم *** لجاء صُبحاً بشير السوء يطرقهم
معاون الحجز بالإنذار يرهقهم *** له من الجِن أحلاف يفرّقهم
ليُجحفوا الناس باسم المجلس البلدي
هذا يُقِلُّ المنايا في حقيبته *** وذاك يُنْفِذها قسراً بعُدّتِه
ثلاثةٌ قد أقاموا تحت إمرته *** من كل جِلف قفاه نصف جثته
كأنه صَدغ باب المجلس البلدي
عرفت بالسوءِ ماضيه وحاضره *** كالظل ِأولُهُ ينتاش آخره
وطاولَ الهرمَ الأعلي ونافرهُ *** ما بالُ "زبلن" أعمى الله ناظرَهُ
يردي البلاد ويُعفي المجلس البلدي؟!
لو سُمْتَني الصخر والفولاذ أمضغه *** والريح أمسكها والماء أدمغه
على نكايتها قد زادَ مبلغه *** إن الدعاء علي الجبار أبَلغهُ
يا رب! سلط عليه المجلس البلدي
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: