أليكس أتالا.. المطبخ البرازيلى بنكهة الأمازون

من الملفت أن الاسم الكامل لأحد أشهر شيفات العالم اليوم، «ميلاد ألكساندر ماك أتالا» يوحى بأصول عربية، لكنه ابن ساو باولو، إن أليكس أتالا يقدم نموذجًا ملفتًا لمدى الإبداع فى الطعم وتلاقى الثقافات، وهو بما فعله من أجل المطبخ البرازيلى يجعلنا نأمل فى طاه من بيننا يفعل الشىء نفسه للمطبخ المصرى.
ها هو فنان واع يغير وجه الطعم ووجه الطهو فى بلاده، وفيما يفعل يعلن عن صورة مبدعة ومميزة لبلاده فى أنحاء العالم. ولا شك أن وصفاته وفلسفته كذلك تستدعيان تلك المدينة البرازيلية التى اقترن اسمها بالمتع الحسية ومباهج الحياة وأولها الطعام.

عُرف نجم الطهو العالمى أليكس أتالا باستخدامه للمكونات البرازيلية التى يشرف على إنتاجها بنفسه. وقد أبدع فى إعدادها، وكثيراً ما استلهم فنون الطهو الفرنسى والإيطالى فى أطباق برازيلية تحوى مكونات محلية كعصير توكوبى، أسماك بيراروكو وبيرايبا، وعشب جامبو.
يقول أتالا الذى يقدم برنامجاً شهيراً على قناة «جى إن تى» وقد شارك فى تأسيس منظمة بيئية تعنى بعلاقة الحياة والطعام: «إن الإبداع بالنسبة لى لا يعنى القيام بشىء لم يقم به سواك من قبل، بل فى القيام بشىء قادر على الإدهاش».

ولا تقتصر علاقته بالطعام والأطباق المبهرة، التى يقدمها فى مطعمه ويشارك الآخرين خبراته فى ابتكارها عبر كتب الطهو التى ينشرها، على تقديم وجبة شهية.
وسيصدر هذا العام كتابه الرابع «D.O.M» المصور عن دار «فايدون» المعروفة عالمياً بالكتب المصورة وكتب الفن عالية الجودة.
إنه يرى الطهو كفن له منطقه الخاص، وهو يهتم على وجه الخصوص بالحفاظ على البيئة والطبيعة. من قناعاته على سبيل المثال والتى يطبقها فى عمله أنه لا يجب على الطاهى أن يهدر أى جزء من أجزاء المكون الذى يستخدمه بل عليه توظيفه فى الوجبة المقدمة بشكل ما، ليس فقط حفاظاً على البيئة وإنما أيضاً خدمة للطبق المقدم نفسه.
يقول: «إن فى استخدام المكون كاملاً ميزة زائدة على التفاعل المستدام مع البيئة، فإن فيه احتراماً لها». كما أن استخدام المكون كاملاً يضيف طبقات من النكهة والطعم ويساعد على تقديم طبق أكثر تركيباً.

ولد أتالا عام ١٩٦٨ فى ساو باولو، وافتتح «دوم» (والاسم هو الأحرف الأولى لعبارة لاتينية شهيرة تشير إلى عظمة الله ورحمته) عام ١٩٩٩، معاهداً نفسه على أن يجعل للمطبخ البرازيلى شخصية متفردة ومعروفة عبر أنحاء العالم مثل المطبخين اليابانى والإيطالى.
فكل منهما معروف بعدد من المكونات البسيطة: الصويا والجنزبيل وأعشاب البحر لليابانى، والطماطم والريحان والموتزاريلا للإيطالى.
كذلك المطبخ البرازيلى (الذى لم يكن معروفاً من قبل)، يتفرد بما يسميه أتالا «فواكه الغابة» الاستوائية أو نكهة الأمازون.
لأتالا فلسفة كاملة، الأمر الذى يدل على عمق ثقافة هذا النجم وإدراكه للأبعاد الذهنية لعمله.
فهو يرى مثلاً أن الأفكار القديمة قد تكون أذكى وأكثر حداثة من الأفكار الجديدة.
«إن الإبداع عملية عضوية وعفوية وغريزية، لكنها تتأسس على خلفية المبدع وخبراته السابقة».

#أليكس_أتالا #فن_الطهو #المطبخ_البرازيلي #شيف_عالمي #مطبخ_عالمي #الطهي_الابداعي #توكوبي #فن_الطبخ #AlexAtala #BrazilianCuisine #حكاية_شيف