وفود حسان بن ثابت على النعمان ابن المنذر

تحكي هذه القصة رحلة الشاعر العربي الكبير حسان بن ثابت إلى بلاط النعمان بن المنذر، ملك الحيرة وأحد أعظم ملوك العرب في الجاهلية. ينطلق حسان في طريق صحراوي طويل، وقد حمل معه طموح الشعراء ورغبة المجد، حتى يلتقي برجل غريب ينصحه بأن مجلس الملك ليس سهل الوصول، وأن من أراد القرب منه فعليه بالصبر، ثم يحذّره من وجود شاعر كبير هو النابغة الذبياني، إذ إن حضوره يعني أن لا نصيب لغيره من عطايا الملك.

يصل حسان إلى الحيرة، فيُترك مدة طويلة كما قيل له، ثم يؤذن له بالدخول حتى يلقى النعمان، فيجالسه وينال منه مالًا وكرامة، ويصبح من ندماء الملك المقرّبين. وبينما هو في مجلس النعمان، إذ برجل يرتجز شعرًا عند القبة بصوت قوي يطلب الدخول، فيأمر النعمان بإدخاله، فإذا به النابغة الذبياني.

يحييه النعمان ويشرب معه، وتُساق نحو المجلس الإبل السود الشهيرة التي لم يكن يملكها أحد غير الملك. يستأذن النابغة في الإنشاد، فيُلقي قصيدته اللامعة التي يمدح فيها النعمان بقوله:

فإنك شمسٌ والملوكُ كواكبُ
إذا طلعت لم يبدُ منهنّ كوكبُ

فتهتز نفس الملك إعجابًا، ويأمر له بمائة ناقة سوداء برعاتها، وهي أعظم عطايا ذلك الزمان. فينظر حسان إلى هذا المشهد وقد امتلأ قلبه إعجابًا ببلاغة النابغة، وشيئًا من الغيرة من عظيم ما ناله من جود الملك.

وهكذا تجمع هذه القصة بين التنافس الشعري والأجواء الملكية والبيئة العربية الأصيلة، وتكشف جانبًا من حياة الشعراء في بلاط الملوك، حيث كانت الكلمة الرفيعة تساوي الذهب والنجائب وتفتح أبواب المجد والرفعة.
#حسان_بن_ثابت
#النابغة_الذبياني
#النعمان_بن_المنذر
#شعر_الجاهلية
#تاريخ_العرب
#قصص_عربية
#مجالس_الملوك
#مدح_الملوك
#الإبل_السود
#الحيرة
#تراث_عربي
#أدب_جاهلي
#قصائد_العرب
#روايات_تاريخية
#قصة_عربية
#فنون_الشعر
#عرب_قبل_الإسلام
#تراثنا