الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل | الدكتور مبروك زيد الخير
Автор: محبي الدكتور مبروك زيد الخير
Загружено: 2023-05-06
Просмотров: 44499
كان عكرمة من أشد أعداء رسول الله ضراوةً في التاريخ كله، وشرب عكرمة بن أبي جهل العداوة طوال هذه المدة الطويلة من أبيه أشد أعداء الإسلام فرعون هذه الأمة، ولكن عكرمة استمر وزاد في العداوة للدرجة التي جعلت الرسول يريق دمه، فقد أراق الرسول دَمَ مجموعة من المشركين، وقال: "اقْتُلُوهُمْ وَلَوْ تَعَلَّقُوا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ
وكان من هؤلاء عكرمة بن أبي جهل، وكان ممن قاتل في الخَنْدَمَة ضد خالد بن الوليد ولكنه بعد هزيمته فرَّ من مكة المكرمة، وحاول أن يصل في فراره إلى اليمن. وذهب بالفعل إلى البحر ليأخذ سفينة وينطلق بها إلى اليمن، إنه طريق طويل في الكفر، وهو مطلوب الدم، وإذا وجده الرسول سيقتله
كانت زوجة عكرمة هي أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فهي ابنة عمه، فذهبت هذه المرأة بعد أن أسلمت في يوم الفتح على جبل الصفا مع من أسلم من أهل مكة، فذهبت إلى الرسول لتستشفع عنده لعكرمة بن أبي جهل أن يعود إلى مكة المكرمة آمنًا كما أمَّن صفوان بن أمية. وموقف عكرمة مختلف؛ فهو مراق الدم، وقالت أم حكيم للرسول : قد هرب عكرمة منك إلى اليمن، وخاف أن تقتله فأمِّنه. فقال الرسول في يسرٍ وسهولة: "هُوَ آمِنٌ".
ولم يذكر لها أنه مُهدر الدم، ولم يذكر لها التاريخ الطويل له، فخرجت أم حكيم الزوجة الوفية تبحث عن زوجها، وذهبت حتى وصلت في رحلة طويلة إلى عكرمة بن أبي جهل وهو يحاول أن يركب سفينة في ساحل البحر الأحمر متجهًا إلى اليمن، وعكرمة يتجادل مع رُبَّان السفينة التي سيركبها؛ لأن ربان السفينة كان مسلمًا، فقال له قبل أن يركب: أخلص.
فقال عكرمة بن أبي جهل: أيُّ شيء أقول؟
فقال الربان لعكرمة: قل: لا إله إلا الله.
فقال عكرمة: ما هربتُ إلا من هذا.
وهو ما يزال في هذا الحوار مع ربان السفينة، إذْ بأم حكيم رضي الله عنها تأتي في هذه اللحظة، فقالت: يابن عم، قد جئتك من عند أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس، لا تُهلك نفسك، إني اسْتأمنتُ لك محمدًا
فقال لها: أنتِ فعلتِ هذا؟
عاد عكرمة بن أبي جهل إلى مكة المكرمة، وقبل أن يدخل مكة المكرمة إذا برسول الله يقول لأصحابه كلمات جميلة، قال: "يَأْتِيكُمْ عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ مُؤْمِنًا مُهَاجِرًا، فَلاَ تَسُبُّوا أَبَاهُ، فَإِنَّ سَبَّ الْمَيِّتِ يُؤْذِي الْحَيَّ، وَلاَ يَبْلُغُ الْمَيِّتَ".
فأيُّ أخلاق كريمة كانت عند رسول الله
جلس عكرمة بين يدي رسول الله ، وقال: يا محمد، إن هذه أخبرتني بأنك أمَّنتني. فقال الرسول r: "صَدَقَتْ، فَأَنْتَ آمِنٌ".
فقال عكرمة: إلامَ تدعو يا محمد؟
بدأ عكرمة يسأل الرسول عن الإسلام، فقال له: "أَدْعُوكَ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَأَنْ تُؤْتِيَ الزَّكَاةَ" وتفعل وتفعل، وأخذ يعدِّد عليه أمور الإسلام، حتى عدَّ له كل خصال الإسلام. فقال عكرمة: ما دعوت إلاَّ إلى الحق، وأمر حسن جميل
ثم قال عكرمة: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله
فقال له الرسول : "لاَ تَسْأَلُنِي الْيَوْمَ شَيْئًا أُعْطِيهِ أَحَدًا إِلاَّ أَعْطَيْتُهُ لَكَ". فلم يطلب عكرمة بن أبي جهل مالاً أو سلطانًا أو إمارة، وإنما طلب عكرمة المغفرة، فقال: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسير وضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك، أو أنت غائب عنه.
فقال : "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ كُلَّ عَدَاوَةٍ عَادَانِيهَا، وَكُلَّ مَسِيرٍ سَارَ فِيهِ إِلَى مَوْضِعٍ يُرِيدُ فِي هَذَا الْمَسِيرِ إِطْفَاءَ نُورِكَ، فَاغْفِرْ لَهُ مَا نَالَ مِنِّي مِنْ عِرْضٍ فِي وَجْهِي، أَوْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهُ".
فقال عكرمة: رضيت يا رسول الله.
ثم قال -وهو صادق-: لا أدع نفقة كنت أنفقها في صدٍّ عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قتالاً كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله.
ثم اجتهد في القتال طوال حياته، سواء في حروب الردة أو في فتوح الشام، حتى قُتل شهيدًا في اليرموك. وانظروا كيف بدَّل الله حياته كاملة بحسن استقبال الرسول له، وبتأمينه إياه، وبغفرانه كل التاريخ الأسود الذي كان له مع المسلمين؛ لأنه هو القائل: "لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ".
فهذا رجل من أعظم شهداء المسلمين، رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: