قصيدة بعنوان " دعوة إلى سنن الأشراف" للأستاذ عبد الله السالم المعلى

قصيدَةٌٌ ألقيت فى اجتماع ودي للحسنيين، ركزت فى أغلبِها على الجانب التوجيهي، و أضائت لمحات مشرقة من تاريخ هذا الحي،
.
بسم الذي أنزلت منه الطواسين :: فقادنا بهداها النور ياسين
وأوسعتنا اﻷلفﻻمات منه هدى :: وأسعدت بالحواميم اﻷناسين
والحمد لله ﻻ يحصيه هو كما :: أثنى على نفسه صاد و ﻻ سين
ثم السﻻم وترحيب بكم لهما :: قصرا على الكل إفراد تعيين
وبعد يا مﻷ اﻵشين فانتبهوا :: فما يسوغ لهذا الخطب تهوين
فأنتم ذروات المجد من حسن :: وأنتم منهم الشم العرانين

هذا وفي أﻷحد الرامي لوحدتنا :: إشارة فهمت عنها الصوالين
وفي الربيعين إيماء إلى صلة :: عن قطعها تاب كانون وتشرين

نحن اﻷحباء نحن أﻷهل نحن ألوا :: القربى ونحن هم تلك العناوين
ﻻ نحن فينا وﻻ أنتم فنحن معاً :: بيتٌٌ لبنيته نحن اﻷساطين
تلمنا فيه أرحام وواشجة :: مابيننا - يالها - اﻷخلاق والدينٌ
***
ﻻ تتركوا ذات بين اﻷهل يفسدها :: عمي البصائر والبٌلْهٌ المغابين
ﻻ خير في الناس والدنيا إذا ملكت :: أمر الخيار من الناس الشياطين
فكيف يقتاد بالليل البصير عم :: أم كيف تصبي اﻷلباء المجانين

***
أين الألى كان حسن الرأي بينهم :: يٌقوِّم الميل إن زاغ العراجين
أين اﻷلى في القضايا الفضل يحكمهم :: وليس تحكمهم فيها السلاطينٌ
بفطرة القيم الفضلى لهم رسمت :: من المروآت والدين القوانين
أسماؤنا هذه .. أين الذوات ؟ وذي :: أشكالنا أينها تلك المضامين !؟
***
نحن المساكين نرجوا الله ينقذنا :: وليس ترجو سوى الله المساكين
الليل والريح واﻷمواج قد رقصت :: بنا ومن حولنا الدنيا براكين
من ذا سينجد والتيار مغتلم :: والبحر قد هاجرت منه الدﻻفين
أحبتي ﻻ تعينوا في تقلبه :: دهرا تدور بدنياه المناجين
ﻻ تسلموا نشأكم للتيه في زمن :: ضاع المقاييس فيه والموازين
الحسن والقبح شيلا من معاجمه :: ومنهما اشتق تقبيح وتحسين
تصحرت فيه من أخلاقها أمم :: و قٌدمت للغرابين القرابين
من نشئه شكلت جيلاً ملاحدةً :: فيه الملايين وارتد الملايين
***
عودوا بنا لزمان ﻻن منه لنا :: عطف وطاب لنا من عصره حين
واعشوشب الود والتفت خمائله :: وانساح من بال نادينا الميادين
ﻻنعرف النكر إﻻ باسمه ومتى :: عرف دعا لبت الصيد الشياحين
***
عودوا إلى سنن إﻻشراف واحتقبوا :: تراثهم وبصافي دينهم دينوا
قودوا إلى الجوهر الروحي ناشئكم :: ﻻيغلبنكم عليه الماء والطين
ﻻ يحجبن عنه زيف العصر لبكم :: كما تروق لرائيها الثعابين
فما يؤخر بدو العلم ساكنه :: وﻻ يقدم بالتفسيق تمدين
***
نحن الزوايا وحقل العلم موطننا :: وشأننا لحراك الشر تسكين
الدين والكتب واﻷلواح مفخرنا :: إذا زها غيرنا سيف وسكين
سيوفنا مغمدات ﻻ تثار بها :: في الجهل غبرا وﻻ في الدين صفين
وﻻ تجيب إذا تدعو الوحاء إلى :: ما ليس فيه صح الدين حطين
قوم يمانون شاميون نحن فلا :: ترج لدينا وﻻ فينا عفرين
كذاك عنا ابن خلدون البلاد حكى :: في شعره فله قد حق تأبين

***
شبابنا ﻻ عدمناكم وﻻ برحت :: تمد منكم إلى المجد اﻷيامين
لتوسعوا الشيب توقيرا وتكرمة :: وليدنهم منكم في الجانب اللين
وليرحم الشيب في اﻷبناء غرتهم :: فلا يعاجلهم في الرأي توهين
وليستفد كلكم من كلكم فلكم :: آراء شتى وآراب أفانين
ما برد هذا بكاف حر ذاك وﻻ :: يغنيك عن برد ذا من ذاك تسخين
وليتق الشيب والشبان خالقهم :: وليذكروه فذكر الله تحصين
والله يشكر مسعاكم وﻻ طويت :: من فضلكم بعدما النشر الدواوين
يارب صل وسلم ما بقيت على :: من ناله منك تشريف وتمكين
ولينعمن بالرضا من ربهم معه :: أصحابه الغر والآل الميامين