ماذا يحدث مع للمرأة بعد الفراق ... حين تكتشف قيمتك بعد فوات الأوان

ماذا يحدث للمرأة بعد الفِراق؟
إنَّه ليس ذلك الإصدار الوردي الذي تُظهِره على إنستغرام، ولا القصص التي ترويها لصديقاتها، ولا حتى الحكاية التي تُقنِع بها نفسها كلّ ليلة. حين ترحل بعد علاقة عاطفية كانت تظنّها خلاصًا، تدخل في حقلٍ نفسيٍّ مليءٍ بالألغام، تستبدل اليقين بالأوهام، وتُواجِه عواقب قاسية لا يتحدّث عنها أحد. في البداية، تشعر بنشوة “الحرية”، وتظنّ أنّها استعادت ذاتها، لكنّ تلك المرحلة لا تدوم طويلًا؛ فبعدما يخفت ضجيج الحماس، يبدأ الصمت بالكلام.
تمرّ بعاصفةٍ من المشاعر المتناقضة؛ تُحاول إقناع نفسها أنّها بخير، تُفتَتَن باهتمام الرجال، بالرسائل، بالنظرات، وكأنّها تُعاقِب فراغها بالضجيج، لكن الواقع سرعان ما يصفعها. تبدأ المقارنات بك، تبدأ التساؤلات، وتظهر الضغوط المالية، والفراغ الاجتماعي، والوحدة العاطفية التي لم تتوقّعها. شيئًا فشيئًا، يتهاوى ذلك الوهم الذي بنته في ذهنها، وتبدأ تدرك أنّ ما فقدته لم يكن علاقة فقط، بل توازُنها الداخلي ذاته.
ومع مرور الوقت، يظهر الندم متخفيًا خلف الكبرياء، وتبدأ أزمة الهوية في الظهور: من أنا بدون تلك العلاقة؟ أين ذهبت المرأة التي كنت أكونها حين كان هناك مَن يفهمني دون أن أتكلم؟ وفي الوقت الذي تُحاوِل فيه إعادة بناء ذاتها من الرماد، تكون أنت قد بدأت في النهوض من الألم، تنضج، تتغيّر، وتستعيد هيبتك بصمت.
وهنا، تتجلّى المفارقة الكبرى: هي ظنّت أنّ الرحيل سيمنحها أكثر، لكن الواقع أبى إلّا أن يُعلّمها أنّ ما ظنّت أنّها فقدته، كان في الحقيقة أثمن ما امتلكته.
هذه هي الحقيقة العارية عن الفِراق... حرّيةٌ يظنّها البعض خلاصًا، لكنها أحيانًا تكون بداية الضياع.