أزواج في أحضان أزواج
Автор: M HASSAN GHARBI
Загружено: 2025-12-05
Просмотров: 359
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويمٍ لبيان قدرته، وجعل منه الزوجين الذكر والأنثى لتنفيذِ حكمته، نحمده تعالى على جلائلِ نعمه وعظيمِ آلائه، ونشهد أنه اللهُ الواحد في ملكه، جعل من آياته الدالةِ على حكمته، الأزواجَ في أحضان أزواجهن، فقال سبحانه في محكم تنزيله:
وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
ونشهد أن سيدنا وحبيبنا ونبينا محمدا عبدُ اللهِ ورسوله، أرسله ربه بالهدى ودينِ الحق ليظهره على الدين كله، فكان يشير إلى خيريةِ العباد وكيف تُدْرَك، فيرشدهم إلى معاملة الأهالي بالحسنى ويقول معلما:
أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْ لِنِسَائِهِمْ
خيرُكُمْ خيركُم لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي
وَمَا أَكْرَمَ النِّسَاءَ إِلَّا كَرِيمٌ وَلَا أَهَانَهُنَّ إِلَّا لَئِيمٌ
عبادَ الله، لقد شاءتْ حكمةُ اللهِ تعالى أن تكون المسؤوليةُ مشتركةً بين النساءِ والرجال في إقامةِ الحياة الأسرية وما يترتب عليها من تربيةٍ وتعليمٍ وقيامٍ بالشأن الخاص والعام فجعل جل جلاله لكل واحدٍ من المرأة والرجل وظائفَ يقوم بها لأداء رسالتِه، وأقام العلاقةَ بينهما على أساسِ السكينة والمودةِ والرحمة، ثم أمرهما بالمعاشرةِ الحسنة والاحترامِ المتبادل مع مراعاةِ خصوصيةِ كلِّ واحدٍ منهما. وقد بين النبي أن الخيرية الحقيقية تكمن في المعاملة الطيبة للأهل، وذلك بحكم الحياةِ المشتركة الدائمة المقتضيةِ للصبْرِ الجميل والاعترافِ بالفضل والتغاضي عن الأخطاء والهفوات وقد أعطى صلى الله عليه وسلم أفضلَ مثالٍ للزوج الخلوق والأبِ الحنون، الراعي للحقوق، مما لا يدع مجالا للمسلم في عدم الاقتداء به، فمِثلَه ينبغي أن يكون كلُّ مسلم! جاءَ في السيرة أنه وقع له نقاشٌ حادٌّ مع عائشة فدعا أباها للفصل بينهما فلما حضر أراد أن يسمع من كلاهما فقالت عائشة مبادِرةً لرسول الله تكلم أنت الأول ولا تقل إلا حقا! هنا صفعها أبو بكر، لسوء أدبها هذا، فما كان منها إلا أن التجأت إلى نبي الله واختبأت خلفه محتميةً به. فقال رسول الله: مَهْ يَا أَبَا بَكْرٍ! مَا لِهَذَا دَعَوْنَاكَ، فاللهم صل وسلم وبارك على هذا النبي الكريم والرسول العظيم ولك منا الحمد يا رب العالمين. الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه. إن من أهم المواطن التي تحتاج للعنايةِ والتأسي العلاقةَ بين الرجل والمرأة، إذ ينبغي أن تُبنى على استحضار التكريم الإلهي لكل إنسان، أيا كان نوعه، والتعاملَ معه على أساسٍ راسخٍ من الرفق واللين والرحمة، متفادين كلَّ أنواع الظلم والعنف سواءً العضويَّ منه أو النفسيَّ فلا تكن قاسيا لا بلسانك ولا بعضلاتك ولا بمعنويتك وتجسُّسِك الذي يُوَرِّثُ الشكَ والوهمَ وسوءَ الظن، فتسوء العلاقةُ وتَفْسُدُ الأسرة. واحذر دائما تبعات الظلم الخطيرة فالظلمُ، كما هو معلوم، ظلماتٌ يوم القيامة ولا تنسى أن تذكرَ أيضا قولَ الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي الصحيح:
يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا
فلا تكن مصدرا للشر والعنف ضِدَّ زوجك واعلم أن من أفضل ما يُتَقَرَّبُ به إلى الله، بعدَ الفرائض، حُسنَ المعاشرةِ للناس وأولى الناس بذلك أهلك الذين تأوي إليهم ويأوون إليك، وستسأل عنهم يوم القيامة ويسألون عنك فلتكنِ الرحمةُ والرأفةُ صفتين دائمتين لك لتسعد أنت وتُسعد غيرك. اللهم ارحمنا وارحم والدينا وموتانا واشف مرضانا وعاف مبتلانا وانصر اللهم وليَّ أمرنا محمدا السادسَ واحفظه بالسبعِ المثاني والقرآن العظيم ومتعه اللهم بتمام الصحة وجميل العافية وأقر عينه بولي عهده وشد أزره بشقيقه وباقي أفراد أسرته وشعبه إنك سميع مجيب والحمد لله رب العالمين
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: