الشيخ يوسف القرضاوي أيقونةعلماء الأمة

الشيخ الجليل يوسف مصطفى القرضاوي.. إمام الوسطية والاعتدال.. ومؤسس مدرسة في الفقه لها اليوم تلاميذ في جميع أركان الأرض..
بالأمس كرمه الذين صنفوه إرهابياً ومنحوه الجوائز والأوسمة، فكيف أصبح بين ليلة وضحاها عدوا مبينا.. وبعد أن دخل قائمة الإرهاب المزعومة، هل تتهم الدول التي كرمته ومنحته الجوائز بأنها ترعى الإرهابيين ؟
مكرموه أنفسهم طالبوه بأن يقوم اعوجاج السياسيين عندما يخطىء ، وصدحوا بأنه عالم محبوب ، ومعروف ، ويجلونه ويقدرون خدمته للعلم والإسلام .
بالأمس كرمه نائب رئيس الإمارات ، وقال أن الإمارات بلده ، وأنه يجب أن يقول الحق أمام الله ، ولكن لاعتبارات ومآرب يستخدم اسم عالم جليل ، ويوضع في رأس قائمة إرهابهم ، بعد أن كانوا يقبلون رأسه .
وقبل الأمس استقبله مفتي السعودية ، مشيدا بوقفته أمام إيران وحزب الله . وكرمته السعودية بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام ، والتقته قناة العربية ، بلقاء خاص ، أطلق فيه اسم "حزب الشيطان " على حزب الله ووجه مناشدة للملك سلمان للوقوف بحزم ويدا واحدة ضد إيران .
كما شجب التفجيرات ضد الكنائس في مصر ، ووقف ضد قتل الأبرياء ، لكن " العسكر " في أرض الكنانة أرادوا أن يسكت عن انتقادهم فأصدروا عليه تهمة اقتحام السجون ، وهو شيخ كبير تجاوز التسعين عاما ، ويصلي وهو جالس .
سيرته الذاتية
ولد القرضاوي في قرية صفت تراب بمحافظة الغربية في مصر يوم 9 سبتمبر 19266.. وحفظ القرآن الكريم وأتقن أحكام تجويده وهو دون العاشرة من عمره.. التحق بالأزهر الشريف حيث أتم دراسته الابتدائية والثانوية وكان ترتيبه الثاني على المملكة المصرية آنذاك.. ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر ومنها حصل على شهادة العالمية سنة 1953 وكان ترتيبه الأول بين زملائه.. وبعدها حصل على العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية سنة 1954 وكان ترتيبه الأول بين زملائه من خريجي الكليات الثلاث بالأزهر..
وفي سنة 1958 حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.. وفي سنة 1960 حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين.. وفي سنة 1973 حصل على الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من الكلية نفسها وكان عنوان أطروحته "الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية"..الشيخ القرضاوي ليس فقط قامة علمية وأكاديمية عالمية بالنظر إلى العدد الكبير من المؤلفات والرسائل والدراسات التي نشرها.. وهي في مجالات علوم القرآن والسنة والفقه والعقيدة والدعوة والتربية وتراجم الشخصيات الإسلامية والأدب شعرا ومسرحا.. بل كان كذلك عضوا في عشرات المجالس والمؤسسات التي تٌعنى بالدين الإسلامي والتعريف به.. ويعتبر الشيخ القرضاوي أحد المختصين البارزين في مجال الاقتصاد الإسلامي..
شيخ الوسطية والاعتدال قدم إلى دولة قطر سنة 1961 وأصبح عميدا لمعهدها الديني الثانوي.. وفي سنة 1973 أنشئت كليتا التربية للبنين والبنات نواة لجامعة قطر فنُقل إليها ليؤسس قسم الدراسات الإسلامية ويترأسه.. وفي سنة 1977 تولى تأسيس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر.. كما أصبح المدير المؤسس لمركز بحوث السنة والسيرة النبوية بجامعة قطر..
جوائزه العالمية
ونظرا لتميزه في البحث والخطابة والتدريس حصل الشيخ القرضاوي على الكثير من الجوائز العالمية أبرزها جائزة البنك الإسلامي للتنمية في الاقتصاد الإسلامي لعام 1990.. وجائزة الملك فيصل العالمية بالسعودية في الدراسات الإسلامية لعام 1994.. وجائزة العطاء العلمي المتميز من رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا لعام 1996.. وجائزة السلطان حسن البلقية (سلطان بروناي) في الفقه الإسلامي لعام 1997.. وجائزة الشاعر الإماراتي الراحل سلطان العويس في الإنجاز الثقافي والعلمي لسنة 1999.. وجائزة دبي للقرآن الكريم وهي جائزة إماراتية عن شخصية العام الإسلامي.. وقد منحه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم آنذاك الجائزة وقيمتها مليون درهم إماراتي..كما حصل الشيخ القرضاوي على جائزة الدولة التقديرية للدراسات الإسلامية من دولة قطر لعام 2008.. وجائزة الهجرة النبوية من حكومة ماليزيا وتسلمها من ملك ماليزيا في 18 ديسمبر 2009.. ويوم 29 سبتمبر 2010 منح الملك الأردني عبدالله الثاني الشيخ القرضاوي وسام الاستقلال من الدرجة الأولى..
الشيخ القرضاوي كان بوصلة الأمة في الدفاع عن قضاياها الحقيقية مثل فلسطين والقدس.. وذلك من خلال مواقفه وخطبه وبرامجه التلفزيونية.. وأشهرها برنامج الشريعة والحياة على تلفزيون الجزيرة.. وهو بعد أن قبّل أغلب زعماء العالم رأسه احتراما وإجلالا لعلمه وتأثيره.. أصبح فجأة رأس قائمة الإرهاب بلا سبب ولا موجب.. لكن الزعماء الحقيقيين الصادقين مازالوا يُجلون ويقدرون الشيخ القرضاوي.. ويقبلون رأسه احتراما لأهل العلم والفهم.. ودفعا لتهم التطرف والتحريض والإرهاب.. فسمو الأمير المفدى يعرف الفاصل بين الحق والباطل.. ويميز بيه أهل العلم والورع وأهل الفتن والتحريض.. وهذه القبلة وسام شرف على رأس رجل الوسطية والاعتدال الشيخ القرضاوي.. الصابر على تلون المواقف وتذبذب الرأي.