تفسير سورة الغاشية | من المصادر: الطبري وابن كثير
Автор: مصطفى السيد - Mostafa El Sayed
Загружено: 2025-11-28
Просмотров: 4
سورة الغاشية من السور المكية العظيمة التي تهز القلوب وتوقظ الأرواح، وتحمل رسالة قوية عن اليوم الآخر، وما فيه من أهوال عظيمة تجعل الإنسان يقف مع نفسه وقفة صدق، ليتأمل مصيره ويعيد النظر في طريقه، فهي سورة تجمع بين التخويف والترهيب من المصير المظلم للعاصين، وبين البشارة العظيمة والطمأنينة للذين آمنوا وعملوا الصالحات، الذين أعد الله لهم جنات النعيم. في هذا الفيديو نقدم تفسيرًا تفصيليًا لسورة الغاشية، بأسلوب مبسط وهادئ يناسب جميع المستويات، ويهدف إلى إيصال المعاني العميقة للآيات بطريقة واضحة وسهلة ومؤثرة.
نبدأ في هذا التفسير بالتوقف عند معنى كلمة الغاشية، وهي السورة التي سميت باسم أحد أسماء القيامة، لأنها تغشى الناس بأهوالها، وتغطي العالم بأجمعه بظلها الثقيل الذي لا يستطيع أحد دفعه أو الهرب منه. ثم ننتقل لشرح مشاهد الآيات التي تصف وجوهًا خاشعة ذليلة، عاملة ناصبة، تتعب وتُرهق في الحياة ولكنها لا تجني إلا العذاب في الآخرة؛ لأنها لم تعمل لله ولم تتبع الحق، فنرى كيف تصف السورة النار الموقدة التي لا يُبرد حرّها ولا يُخفف ألمها، وكيف يعيش أصحابها في عذاب متواصل لا راحة فيه.
ثم ننتقل للمشهد المقابل في السورة، حيث الوجوه الناعمة المطمئنة، التي تنعم برضا الله ورحمته، وتعيش في جنة عالية، لا لغو فيها ولا نصب، فيها العيون الجارية، والفرش المرفوعة، والأنهار، والظلال الممتدة، والنعم التي لا تُوصف. وهذا التوازن بين الترهيب والترغيب يجعل السورة مؤثرة للغاية، لأنها تضع أمام الإنسان طريقين واضحين: طريق العذاب وطريق النعيم، وتتركه يختار مصيره.
ويتناول الفيديو أيضًا روائع البلاغة في السورة، مثل استخدام الجمل القصيرة التي تهز القلب، والعرض السريع للمشاهد، والتصوير الدقيق للحالات النفسية للناس يوم القيامة. كما نوضح كيف تنتقل السورة من وصف الآخرة إلى دعوة الإنسان للتفكير في مخلوقات الله: الإبل كيف خُلقت، والسماء كيف رُفعت، والجبال كيف نُصبت، والأرض كيف سُطحت. وهي دعوة عميقة للتدبر والتفكير في قدرة الله وعظمته ووحدانيته، مما يعيد الإنسان إلى الطريق المستقيم إن كان قد غفل أو ضل.
ونصل إلى خاتمة السورة التي تأمر النبي ﷺ بالإنذار والتذكير، وأن دوره هو البلاغ فقط، وليس عليه أن يُكره الناس أو يحملهم على الهداية بالقوة. فالهداية بيد الله وحده، وهو سبحانه سيحاسب كل إنسان على عمله يوم القيامة، وسيرجع الجميع إليه مهما عاشوا ومهما فعلوا. هذا المعنى العظيم يؤكد مسؤولية الفرد عن نفسه، ودعوة إلى أن يبدأ الإنسان بالإصلاح الداخلي قبل كل شيء.
في هذا الفيديو نحاول تقديم تفسير شامل، سهل الفهم، مليء بالعبر والدروس التي يحتاجها كل مسلم في حياته اليومية. نعرض معاني الكلمات، والروابط بين الآيات، والرسائل الإيمانية التي تجعل من سورة الغاشية بابًا للتذكير والعودة إلى الله. كما نبيّن أثر السورة في تهذيب النفس، وتقوية الخشية، وإيقاظ القلب، وربط الإنسان بحقيقة الآخرة التي هي أعظم ما يجب أن يستعد له.
هذا التفسير ليس مجرد عرض لمعاني الكلمات، بل هو رحلة إيمانية تحرك العقل والقلب معًا، وتساعد المشاهد على فهم أعمق للقرآن الكريم، والتأمل في المعاني التي أرادها الله لعباده. نسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، وأن ينفع به كل من يستمع إليه، وأن يجعل هذه السورة نورًا في قلوبنا، وتذكرة لنا لنستقيم على طريق الحق، ونسعى إلى الفوز بالجنة والنجاة من النار.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: