رسائل للمبرمجين (2) من لا يلد لا يئد!

السلام عليكم،

من لا يلد لا يئد!

الوأد لغة يعني الدفن، وهي جريمة كان يقترفها بعض أهل الجاهلية فيدفن الرجل ابنته حية.
لكن كي يئد، لا بد أولا أن يلد، فمن لا يلد لا يئد!
بعيدا عن السياق الأخلاقي لهذه الجريمة، ما يعنينا في هذا المقام هو الترتيب، فلكي تستطيع أن تنجز الفعل باء، لابد أولا أن تنجز الفعل ألف.
ما علاقة هذا بالبرمجة؟
الترتيب..
الترتيب مهم جدا في تعلم البرمجة، فلكي تنتقل إلى مستوى معين لابد أن تمر أولا بالمستوى الذي يسبقه، لا بد من التدرج.
ولكي تئد جهلك بمفاهيم البرمجة، لا بد أن تلدها أولا، وولادتك لها تكون بتحديدها وتعريفها، ثم السعي إلى طمرها ووأدها ودفن الجهل بها.
فكلما ظننت أنك ستتقن البرمجة دون تحديد مواطن نقصك من خلال آليات التقييم الذاتي، وجدت نفسك تخبط خبطا عشوائيا يضيع عليك الوقت والجهد ويجعل المفاهيم يتراكم بعضها فوق بعض ليستحيل جهلك إلى جهل مركب لأنك لم تبذل جهدا لتحديد نقاط الضعف ومضيت في التعلم تيه عماء وخبط عشواء.
لا بد من التقييم قبل التقويم، والتقييم بلا تقويم، تنويم.. وتسخيف لنفسك بنفسك عبر تسويق صورة مغلوطة لنفسك عن نفسك، سرعان ما تنفضح وتنكشف عند أول امتحان.
لا بد من الولادة أولا، اجلس مع نفسك في صفاء، وحدد نقاط ضعفك، ثم اسع إلى وأدها بالتسلسل حتى تأتي عليها.
لا تستعجل قطف الثمار، ازرع أولا ثم انتظر موسم الجني.
فوظيفة الفلاح تقليب الأرض وحرثها لا إنبات الزرع.
وتذكر دائما، من لا يلد لا يئد، والتقييم بلا تقويم مجرد تنويم!

دام لك البشر والفرح!