قصيدة الفلسطيني الذي في دمي - للشاعر محمد النبهان
Автор: kinetoscopeproduction
Загружено: 2019-05-13
Просмотров: 400
عندما فتحت عينيّ على الحياة،
كان الفلسطينيّ يزرع وطناً في لغتي اليومية
ويعلمني كيف أشد ضماداً على الكسر
وأدوس به الطريقَ
وأعبرُ..
الفلسطينيُّ؛ جاري، زميل دراستي، مدرس اللغة العربية، مدير المصنع، طبيب العائلة، شاعري، الخطاط، الكنفاني، عامل الكفتيريا، التاجر، السائق، الرسام، الصحافي، صديقي الذي اخترقت رصاصة ظهره في تصفيات العائدين بخيباتهم..
أكبرُ،
ويكبرُ الفلسطينيُّ في دمي،
في القصائد والخبز والأغنيات..
الفلسطينيُّ؛ أول الجرح والزعتر البريّ، والبرتقال.. وأول ياسمينةٍ تبرعمت في القلب،
كأنني الفلسطينيّ الذي علّمني مرةً
أن أبحث عن وطني خارج الوطن،
كأنني صوته،
وكأنه صورتي التي فقدت ذاكرةً في المكان،
كأننا البداية ذاتها
والنهاية ذاتها.
أكبرُ،
ويكبر الفلسطينيّ في داخلي
كجرحه
وأخسر شعباً من الأهل
صنعوا منه أسطورة
ولقنوه لأبنائهم بكائيةً في المدارس
أكبرُ، مثله، ويصغرُ الوطن،
تصغر خارطتي
ونحن نعدُّ معاً حقائب الرحيل من الأرض،
كم أرضا يغادر الفلسطينيّ منذ أول تغريبةٍ؟
منذ وهم العودة/ البئر/ أخوة الدم واللغة الكسيفة/ العساكر الفارين وألعاب السياسة/ وجهاء القبائل والموقعين باسمه/
والشحاذين..
أكبرُ،
ويكبر وجع الوثيقة المؤقتة
كأنة "البدوني"ُّ الذي علّمني لغة الانتظار في الحدود والمطارات ومراكز التوقيف،
وكأنني امتداد غربته الأولى ومفارقاته المجنونة، حين رشيت موظف الحدود أن نعبر معا بوثيقتي سفر مزورتين..
نضحك في الطريق على جرحنا
نشدُّ عليه قماش أحلامنا وندوس الأرض
بلداً بلداً
سفراً سفراً،
نكبرُ معاً
ويكبرُ القاتل خلفنا
يصادر البيت،
نكبرُ ويكبرُ،
يقلع الكرمة والسدرة والياسمين،
يكبرُ،
يقتل النمل والعصافير،
يتطاول،
يجرح الأمل،
نكبرُ..
يكبرُ القاتل،
لكنه، دائماً،
يخسر الحرب!
محمد النبهان
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: