تفسير سورة الطارق | من المصادر: الطبري وابن كثير
Автор: مصطفى السيد - Mostafa El Sayed
Загружено: 2025-11-29
Просмотров: 8
سورة الطارق من السور المكية العظيمة التي تحمل في آياتها رسائل إيمانية قوية، وتلفت الانتباه إلى دلائل قدرة الله عز وجل في خلق الإنسان، وإلى الحقائق الكبرى التي ينبغي للعبد أن يقف أمامها بتمعّن وخشوع. في هذا الفيديو نقدم لكم تفسيرًا مبسطًا ومفصلًا لسورة الطارق، بأسلوب سهل وواضح يناسب جميع المستويات، مع عرض أهم الدروس المستفادة والمعاني العميقة التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية.
نبدأ رحلتنا في هذا التفسير ببيان معنى كلمة الطارق التي وردت في أول السورة: "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ". فالطارق هو النجم الذي يطرق بظهوره في الليل، أي يظهر بوضوح ويضيء السماء في ظلامها، وهو قسم رباني يدل على عظمة الخالق وقدرته في خلق النجوم والكواكب وتنظيم مساراتها. هذا القسم الإلهي يمهد للحديث عن حقيقة أكبر: أن لكل نفس حافظًا يراقب أعمالها ويحصي عليها كل حركة، كما جاء في قوله تعالى: "إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ". وفي ذلك تذكير بالغ الأهمية لكل مسلم بأن أفعاله مرصودة وأن الله لا يغفل عن شيء.
ثم نتوقف مع الآيات التي تدعو الإنسان للتفكر في أصل خلقه: "فَلْيَنْظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ". إنها دعوة مباشرة للتأمل في بداية تكوين الإنسان من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، في إشارة إلى عظمة الخلق ودقة التقدير. كما نوضح في هذا التفسير الإعجاز العلمي الذي تكلم عنه العلماء حول هذه الآيات، دون مبالغة أو تكلف، مع الالتزام بفهم السلف الصحيح للنص القرآني.
بعد ذلك نسلط الضوء على مشاهد يوم القيامة التي ذكرتها السورة: "يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ"، اليوم الذي تُكشف فيه النوايا وتظهر الحقائق، فلا يبقى شيء مستورًا. وهو مشهد مرعب يوقظ القلوب الغافلة ويحثها على الإخلاص ومراقبة النفس. كما نبين كيف ترتبط هذه الآية بسلوكيات الإنسان اليومية، وأن السلامة يوم القيامة لا تُنال إلا باستقامة القلب وصفاء السريرة.
وننتقل بعدها إلى بيان قدرة الله على إعادة الخلق: "إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ". فكما خلق الإنسان أول مرة من ماء مهين، فهو قادر على بعثه مرة أخرى للحساب والجزاء. هذه الحقيقة تُعد من أهم أركان الإيمان، وفي فهمها وتقويتها طمأنينة كبيرة للمؤمن، لأنها تجعل الدنيا مرحلة مؤقتة، وتجعل العمل للآخرة أولى وأهم.
كما نتناول في التفسير جانبًا من الإعجاز البياني للسورة، ونوضح العلاقة بين القسم في أول السورة وبين الموضوعات التي تختم بها، وكيف تتناسق الآيات في سياق محكم يبرز روعة القرآن الكريم. ونعرض عددًا من أقوال العلماء مثل ابن كثير والطبري، إضافة إلى إشارات من تفسير السعدي التي تبسط المعنى بأسلوب قريب من القلب.
وفي هذا الفيديو نركز كذلك على تطبيقات عملية لسورة الطارق في حياتنا اليومية: كيف نراقب أعمالنا؟ كيف نجدد نياتنا؟ وكيف نستشعر مراقبة الله لنا في كل موقف؟ كما نوضح أثر السورة في تقوية العقيدة، وتعزيز اليقين بالبعث والحساب، وتهذيب السلوك، والتخلص من الغفلة والانشغال بالدنيا.
ونوضح أيضًا دلالة قوله تعالى: "إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا، وَأَكِيدُ كَيْدًا"، فهي رسالة طمأنينة لكل مؤمن بأن مكر الأعداء لا يضر إلا بإذن الله، وأن الله عز وجل هو المتصرف في الكون، وهو الذي يدافع عن عباده المؤمنين. وفي ختام السورة أمر مباشر: "فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا" الذي يشير إلى أن النصر بيد الله وأن التمهل جزء من حكمة ربانية.
هذا التفسير يهدف إلى تقديم محتوى دعوي هادف، يعين على فهم القرآن ويتناسب مع جميع أفراد الأسرة من الكبار والصغار، بأسلوب سهل وموثوق، مع الاعتماد على كتب التفسير المعتبرة دون أي خروج عنها. نتمنى أن يكون هذا الفيديو سببًا في زيادة الفهم والتدبر، وأن ينال إعجابكم وتشاركونه مع غيركم لينتفع به الجميع.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: