متدعيش على حد - متستهونش بالدعاء !

فيه ناس بتفتكر إن الدعاء مجرد كلام بيتقال…
بس الحقيقة؟ الدعاء أخطر من كده بكتير.
كلمة واحدة ممكن تغيّر مصير إنسان!
عارف يعني إيه تقول "يا رب"؟
يعني بتكلم ملك الملوك… اللي لو قال لشيء "كُن" فيكون.
وربنا قال في كتابه: "ادعوني أستجب لكم" (غافر: 60)،
يعني مفيش دعوة بتضيع، بس المشكلة إننا ساعات بندعي غلط.
ناس كتير بتدعي على بعض من غير ما تحس،
في لحظة غضب، في لحظة وجع، تقول كلمة وتفتكرها عادية،
لكن النبي ﷺ قال:
"لا تدعوا على أنفسكم، ولا على أولادكم، ولا على أموالكم،
لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجيب لكم" (رواه مسلم).
يعني ممكن ربنا يستجيب وانت مش قاصد،
ودعوتك اللي طلعت وانت مكسور، ترجع تؤذيك أو تؤذي غيرك.
خلي بالك… الدعاء مش وسيلة انتقام،
الدعاء وسيلة إصلاح، وسيلة نجاة.
النبي ﷺ كان بيدعي حتى لأعداؤه، يقول:
"اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون".
شايف الرحمة؟
ده المعنى الحقيقي للدعاء.
ربنا قال: "ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد" (ق: 18)،
يعني كل كلمة محسوبة عليك،
فما بالك بكلمة فيها دعاء؟
كلمة ممكن تفتح باب رزق، أو باب بلاء.
الدعاء سلاح المؤمن، بس لازم تستخدمه صح.
ادعي خير حتى للي ظلمك،
قول: "اللهم أصلح قلبه وردّه إليك"،
بدل ما تقول "يا رب ينتقم منه"،
لأن اللي بينتقم هو ربنا، مش إحنا.
قال تعالى: "إن ربك لبالمرصاد" (الفجر:14).
ومتنساش كمان:
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" (البقرة:186)،
ربنا قريب منك جدًا،
بس بيبص على قلبك قبل لسانك،
هل بتدعي بحقد؟ ولا بتدعي بحب؟
ما تستهونش بالدعاء،
يمكن كلمة بسيطة تقولها وانت مش واخد بالك
تكون سبب في هداية إنسان، أو سبب في دموعه!
فكر قبل ما تدعي، وخلّي دعاءك دايمًا خير.
خليك فاكر دايمًا:
"ادعي لنفسك، ادعي لغيرك، ادعي للناس كلها بالخير،
لأن اللي بيدعي خير لغيره، ربنا بيرزقه زيه."
قال النبي ﷺ: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة" (رواه مسلم).
فخلي دعاءك نضيف، قلبك نضيف،
وادعي بالرحمة بدل الانتقام،
بالستر بدل الفضيحة،
وبالهداية بدل الأذى.
لأن الدعاء مش كلام…
الدعاء حياة ❤️