باب الحياة - عظة الأب سمعان في أحد حاملات الطيب
Автор: Fr-Symeon Abouhaidar
Загружено: 2025-05-04
Просмотров: 160
عظة الأب سمعان أبو حيدر في في أحد حاملات الطيب
الأحد ٤ أيّار ٢٠٢٥ - كنيسة الظهور الإلهي - النقاش
باب الحياة
باسم الآب والابن والروح القدس. آمين. المسيح قام!
في الأحد الثاني بعد الفصح، نتذكّر مشهد جسد الرب وقد أُنزِل عن الصليب، ولُفّ بكتّان نقي، ودُهِن بالطيب، ثم أُضجع في قبر جديد محفور في صخرة.
هي لحظة من أقدس لحظات الأسبوع العظيم: حين نُنزل الجسد ونلفّه بالكفن، كأننا نفعل ذلك نحن بأنفسنا، بخشوع ومهابة. ننضمّ إلى حاملات الطيب مع يوسف ونيقوديموس، نشارك في خدمته عند موته.
تلك الخدمة تحرّك فينا ما لا يُوصف، كما يحصل عند وداع من نحبّ. ففي الموت، يجتمع الأهل والأصدقاء، يعتنون بالجسد وببعضهم البعض، يتشاركون الحزن، ويتواصلون بعمق. يوحّد الموت العائلة، ويُحرّك المشاعر، ويُظهر المحبّة والذكريات المشتركة، وقد يُليّن حتى القلوب القاسية، ويعيد وصل ما انقطع، ويُطلق بدايات جديدة، خصوصًا في لحظات الانقلاب التي تغيّر مجرى الحياة.
لكن الموت قد يُربك، بل يصدم. فباستثناء يوحنا، ترك التلاميذ يسوع، وأنكره بطرس ثلاث مرات، ومضى يهوذا وشنق نفسه. أمّا يوسف ونيقوديموس وأمّه القدّيسة وبعض النسوة، فثبتوا، خدموه في موته ودفنه، حتى وهم يعرّضون أنفسهم للخطر.
بينما كان التلاميذ في حيرة، هؤلاء القلّة حافظوا على الحضور والسلام. في وسط جماعة تفكّكت، ظلّوا هم شهودًا للمحبّة والثبات. وبهم، انفتحت للتلاميذ طريق العودة من الذعر والانغلاق، إلى الشفاء والرؤية الجديدة.
لهذا، نلتفّ نحن اليوم معهم حول جسد الرب يسوع، نضعه في القبر، ونُصغي بدهشة إلى المفاجأة: هذا الجسد الذي أنزلناه ميتًا، هو الآن حيّ! الجسد نفسه صار ممجَّدًا، مؤلَّهًا، جالسًا عن يمين الآب، ومُعطى لنا طعامًا وشرابًا، نبعَ حياة، وسرَّ الخلود!
كلّ موت أو تحوّل كبير في الحياة هو دعوة لإعادة تشكيل الداخل، لفحص الذات وكسر الجمود. هناك، نواجه ضعفنا، ونقرّ بعمق الجراح التي تعيقنا عن المحبة.
فلماذا يُسلَّم الإنسان إلى الموت؟ ولماذا نعود مرارًا إلى هذا الموضع: موت يسوع، وموت أحبّائنا، وموتنا البطيء؟
لا فقط لأنّ الموت مصير الجميع، مع أنه كذلك، بل لأنّ في الموت ما يَكشِف، ما يُحرِّر. حين يقع، تَنحلُّ القيود، وتَنكسِر السلاسل، وتتفكَّك الدوائر المغلقة.
الموت، بعد أن اختبره الرب وقام، لم يَعُد كما كان. صار بابًا يُفتح على حياة جديدة، على تطهير وتجديد: تُستبدل الخيانة بالأمانة، والمرارة بالغُفران، والبُعد بالمصالحة، والقَساوة بالمحبّة. شُحِنَ الموت بقوّة القيامة، وبات، بشكل متناقض، طريقًا إلى الحياة.
لهذا نُكرّم اليوم حاملات الطيب مع يوسف ونيقوديموس. وسط الفوضى والموت، أظهروا طريقًا آخر، طريق السَّلام والشِّفاء. صاروا جُسورًا للقيامة، ومُمهِّدين لطريق التلاميذ، الذين صاروا بدورهم رسُله إلى العالم.
ونسمع معهنّ صوت الملاك: «لا تندهشن. أنتنّ تطلبن يسوع الناصريّ المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا! هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنّه يَسبقكم إلى الجليل. هناك تَرونه كما قال لكم». آمين.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: