القاعدة الثانية: حول وحدة موضوع السورة

عرض ملخص كتاب قواعد التدبّر الأمثل لكتاب الله، للكاتب عبد الرحمن الميداني. الطبعة الرابعة، إصدار دار القلم.

الكتاب يحتوي على جملة قواعد هادية للتدبّر ذات نفع تعين المتدبّرين لكتاب الله .يستعرض الكاتب أربعون قاعدة في التدبّر ويعطي أمثلة متعددة تعين القارئ على فهم تلك القواعد.

t.me/quraanic
القاعدة الثانية: حول وحدة موضوع السورة

على متدبر كتاب الله أن يضع نصب عينيه في بحثه وتدبره في القرآن الكريم التوصل الى اكتشاف الموضوع الذي تدور حوله السور
القرآنيّة. وهذا يستدعي منه أن يبحث بتفكير عميق بحثاً كليّاً شاملاً للسورة، ويتتبع ارتباط آياتها، ومعاني جملها بهذا الموضوع.
إن السورة القرآنية متعانقة الآيات والجمل في الآية حول موضوع كليّ واحد. ومَثَل السورة من القرآن كمثل الشجرة البديعة المشبعة بالتنسيق الجمالي. فالشجرة مهما اختلفت صفات أجزائها مجتمعة على أصل واحد ومشتقة منه.
ووحدة موضوع النص التربوي الرفيع لا تعني انحصار الكلام في جزئية فكرية،ومتابعة البحث في هذه الجزئية من كلّ الجوانب المتعلقة بها،فهذه ليست من وظائف النصوص الرفيعة.
فيكفي في وحدة الموضوع للنص البليغ ان يهدف الى كليّة من الكلَيات الكبرى الفكرية،وان تكون فقراته وأفكاره العامة مرتبطة بهذه الكليّة،مشتقة منها او موصولة بها بوجه من الوجوه. ولا يُشترط في كل آية موجودة على مسير خط النص ان تكون مرتبطة بالتي قبلها مباشرة.
ويستطيع أن يقرب هذا إلى ذهنه بأن يرسم دائرة كبرى تمثّل الموضوع الكلي ويربط فيها حلقة،ثم ينظر في الحلقات التالية،فهل ترتبط بالحلقة الفرع او الدائرة الكبرى الأصل. ثمّ يسير هكذا الى كلّ الحلقات فيكتشف نسيجاً عجيباً بديع الصورة.