قصة العجوز التي كانت تضع إناء حليب أمام جحر النمل كل يوم.. وكيف رد النمل لها الجميل عندما حاصر اللصو
Автор: حكايات واقعية
Загружено: 2025-11-30
Просмотров: 2046
#سوق_الحكايات_والقصص #ضع_السماعات_أغلق_عينيك_واستمع #قصص_مسموعة_للمكفوفين
#ضع_السماعات_أغلق_عينيك_واستمع #قصص_مسموعة_للمكفوفين #سوق_الحكايات_والقصص
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في طرف قرية نائية، حيث تنتهي حدود العمران وتبدأ قسوة الصحراء، كان هناك بيت طيني متهالك يبدو وكأنه نبت من الأرض نفسها، جدرانه متشققة كوجوه العابرين في تلك الفيافي، وسقفه من سعف النخيل الذي غيرت الشمس لونه إلى الرمادي الشاحب. في هذا البيت، عاشت "الحاجة زينة"، امرأة خط الشيب رأسها وحفر الزمان أخاديده على وجهها، تعيش وحيدة بلا أنيس ولا جليس، بعد أن طوى الموت صفحة زوجها ورحل أبناؤها خلف أرزاقهم في بلاد الله الواسعة، تاركين إياها تصارع وحشة الليل وصمت النهار.
(قبل أن نغوص في أعماق هذه الحكاية المؤثرة، أخبرونا في التعليقات من اي بلد تشاهدونها، فدعمكم هو وقود استمرارنا).
لم تكن زينة تملك من حطام الدنيا شيئا يُذكر، سوى عنزة هزيلة تحلبها كل صباح، وبعض الدجاجات التي تنقر في التراب بحثًا عن رزقها. ومع ذلك، كان أهل القرية يرمقونها بنظرات ملؤها الاستغراب والدهشة؛ فبرغم فقرها المدقع وثوبها الذي رُقّع مرات ومرات، كانت تملك طقسًا يوميًا لا تحيد عنه، طقسًا غريبًا جعل البعض يظن أن في عقلها مسًا من الجنون، والبعض الآخر يرى فيه سرًا لا يدركه إلا الراسخون في الصمت.
كانت زينة تستيقظ كل يوم قبل أن ينشق خيط الفجر، وقبل أن يرفع المؤذن صوته في سماء القرية. تتوضأ من إبريقها الفخاري القديم، وتصلي ركعاتها في خشوع، ثم تأخذ إناءً فخاريًا صغيرًا مكسور الحافة، وتملؤه بحليب عنزتها الدافئ. لم تكن تشربه، ولم تكن تصنع منه جبنًا أو لبنًا لنفسها، بل كانت تخرج به بخطوات وئيدة، تجر قدميها الضعيلتين فوق الرمال الباردة، متجهة نحو الجهة الخلفية من بيتها، حيث تقبع شجرة سدر عتيقة جفت عروقها وماتت أوراقها، ولكن جذورها ظلت ممتدة في الأرض كأفاعٍ متحجرة.
تحت تلك الشجرة، كان هناك جحر نمل كبير، فوهته واسعة وحركة دؤوبة لا تهدأ. كانت زينة تجلس القرفصاء بصعوبة، وتسكب الحليب ببطء وحنان في مجرى صغير حفرته بيدها بجانب الجحر، بحيث يصل السائل الأبيض إلى حيث لا تدري. كانت تفعل ذلك وهي تهمس بكلمات لا يسمعها أحد، وكأنها تخاطب أرواحًا خفية، أو تلقي السلام على جيران لا يراهم سواها. كانت تراقب خيوط النمل الأسود وهي تخرج من باطن الأرض، تتزاحم حول البياض، تشرب وتحمل ما تستطيع، ثم تعود لتختفي في جوف الظلام. كانت تشعر في تلك اللحظات أن هذا النمل هو عائلتها المتبقية، وأنه الأنيس الوحيد الذي لا يطلب منها شيئا سوى هذا العطاء الصامت.
كانت العلاقة بين العجوز وهذا العالم السفلي الصغير علاقة غامضة؛ ففي الأيام التي تشتد فيها ريح السموم وتغلق الأبواب، كان النمل لا يخرج، فتعلم زينة أن عليها البقاء في بيتها. وحين ترى أسرابهم تتحرك بنشاط غير معتاد، تدرك أن المطر قادم، فتسارع لتغطية سقف بيتها المتهالك. لقد نشأت بينها وبين تلك المخلوقات لغة خفية، لغة لا تحتاج إلى حروف أو أصوات، بل إلى قلب يستشعر دبيب الحياة في أصغر خلق الله.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: