رصد خبر اعتداء مستوطنين على منزل مواطن في خربة سوسيا

"في خبر من خربة سوسيا كان بسيط… سطحي… 'مستوطنون اعتدوا على منازل المواطنين، على عائلة خضر النواجعة'. طيب وبعدين؟ وبعدين شو؟"
"ما عرفنا مين تأذى، ولا كيف تأذى. ما سمعنا صوت امرأة، لا أم بتحكي عن أطفالها، ولا فتاة بتحكي عن خوفها، ولا حتى راعية غنم تحكي كيف هجموها. كل اللي عرفناه… عدد. اسم رجل. وتصريح واحد من ناشط."
أنا كمراقب، حسّيت إنو في شي كبير غايب. كنت حابب أعرف: شو يعني الهجوم على بيت؟ شو اللي انكسر؟ الباب؟ الحيط؟ ولا الأمان؟"
وكنت بتمنى لو حدا سأل امرأة او رجل هناك: كيف بتتعاملوا مع الحياة بدون مي؟ بدون كهربا؟ لأن الرعاية بهيك ظروف بتصير شكل تاني… مو طبخ وغسيل، بل صمود، إدارة أزمة، ومقاومة
"كمان، الخبر اكتفى بسرد هجوم اليوم، وما ربطه بالمشهد الأوسع. طب وين الإشارة إنو سوسيا جزء من 12 قرية مهددة بالترحيل؟ وين إنو الاحتلال حوّلها لمنطقة تدريب عسكري؟ وين إنو هذا مو حدث معزول، بل حلقة من 230 اعتداء خلال شهر؟"
لو كنت بكتب هاد الخبر، كنت راح أبدأ من الناس، من الأرض، من المواشي، من اطفال مش فاهمين ليش كل يوم في تهديد جديد. كنت راح أضيف إحصائية، وأفتح زاوية عن غياب الدولة، وأحكي: وين دور الإعلام؟ وليش رواية النساء دومًا غايبة؟
الخبر ما كان غلط، بس كان ناقص. ناقص وجوه، ناقص أصوات، ناقص حس… وهاد النقص بيسمح للصمت إنه يغطي على الحقيقة.