يوسف عمر - مقام الجمال - النجم الأخضر وقتيلة الموصل - حفصة العمري
Автор: rooyCS
Загружено: 2020-10-05
Просмотров: 4189
الأستاذ يوسف عمر و قصيدة بِمقامِ الجمّال للشاعر السوري سليمان العيسى بعنوان
النجم الأخضر وقتيلة الموصل ، كُتبت بعد 40 يوماً من استشهاد حفصة العُمَري
الرصاص المسعور يحصد أهلي ، ويغطّي بالحشرجات فضائي
*
حفصة العُمَري
شخصية نسائية عراقية أثار استشهادها في ثورة الشواف في الموصل سنة 1959 جدلا واسعا في أوساط مختلفة، و ترك بصماته على جوانب سياسية وثقافية وأدبية مختلفة، كما أنّه كان مُلهما للأدباء والشعراء.
وقد وظّف الشاعر الكبير بدر شاكر السياب هذه الشهيدة ضمن رموزه الأسطورية في الشعر الحديث.
وهي من عشيرة العُمَري العريقة، وتمتد بأصولها الى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. أحد ابناء عشيرة العُمَرية رُشّح ليكون ملكاً على العراق، وهو هادي باشا العُمَري (1860- 1932)، لكنّ الانكليز فضّلوا فيصلاً عليه.
كانت تربط عائلة علي العُمَري علاقة صداقة وثيقة مع العائلة المالكة في بغداد ويتبادلون الزيارات والهدايا، وعندما توفي عبد الله رفعت العُمَري سنة 1958 قبيل انقلاب 14 تموز بأشهر معدودة، جاء الملك فيصل الثاني إلى الموصل ووضع إكليلاً من الغار على قبره.
كانت حفصة العُمَري شابة في غاية الجمال والعفة والشجاعة، أبوها الحاج علي عبد الله رفعت العُمَري وأمها من العشائر السبعة في عقرة. وكانت حفصة متعلقة كثيرا بوالدها الذي رباها تربية خاصة وعلّمها الفروسية والرماية وركوب الخيل، كما كانت حنونة وتمتلك عاطفة جياشة ومثقفة ومولعة بالأدب والشعر.
كانت حفصة في سنة استشهادها ذات 22 ربيعا، مخطوبة الى الشاب وفيق الصابونجي وعلى وشك الزواج منه، وكان جهاز العروس (حمالتها) مشدودة في بيت أهلها ومهيّأة لنقلها الى بيت خطيبها لقرب موعد زواجهما. وكانت تسكن مع أهلها الميسورين في منطقة الغزلاني مكان شرطة النجدة الحالية، أما عائلتها فمسالمة مستقلة لا علاقة لها بالأحداث الجارية آنذاك.
جدها عبد الله رفعت العُمَري كان مديراً لبلدية الموصل وأديبا وكاتبا واشتغل في الحركة الوطنية. خلّف ولده الوحيد علي العُمَري وخلَّف علي العُمَري ثلاثة أولاد: حفصة (مواليد 1937) ودُرَّة (مواليد 1948) وعاصم (مواليد 1952).لقد كان لحادث استشهاد الشهيدة حفصة العُمَري ردود فعل متباينة، وخضعت قصة استشهادها لأمزجة التيارات السياسية المختلفة: كلٌّ يعرضها وفق منظوره الخاص. وبغية التعرّف على حقيقة ذلك الحدث التاريخي الذي تعددت رواياته،
في أواسط القرن العشرين تعرضت الموصل الحدباء الى محنة كبرى نتيجة لصراع تيارات سياسية قومية ودينية من جهة وماركسية شيوعية من جهة أخرى ، وتحول الصراع السياسي إلى صراع دموي رهيب واسع النطاق. كان الثمن الذي دفعته الموصل باهظا يتمثل بفقدها العديد من أبنائها وبناتها وتشرذم أعداد أخرى وهجرتهم الى مدن أخرى داخل العراق وخارجه.
_
ثورة الشّوّاف
هي حركة قام بها مجموعة من (الضباط الأحرار) في الموصل وكركوك بعد انفراد الزعيم عبد الكريم قاسم واستحواذه على السلطة بمساندة الشيوعيين.
ففي فجر يوم الأحد 8 آذار 1959 من العام التالي لسقوط الملكية بانقلاب 14 تموز 1958 أعلن آمر موقع الموصل العقيد الركن عبد الوهاب الشواف (1916-1959) بقرار متسرع الثورة على الزعيم عبد الكريم قاسم، وارتكب الشواف خطأً فادحا حين بقي في مقرّه في الغزلاني، فقامت طائرتان بقصف مقر الشواف الذي اصيب ونُقل على اثرها الى وحدة الميدان الطبية، وتبعه الغوغائيون وقتلوه ففشلت الثورة.
بعد مقتل الشواف وفشل الثورة عمَّت الفوضى الشارع الموصلي وحدثت انشقاقات بين صفوف القوات المسلحة وبدأ الهجوم على بيوت الأغنياء ونهبها، وبدأ القتل والذبح في الشوارع، وبدأ التمثيل بالبشر المقتول وسحله في الشوارع تحت شعار (ماكو مؤامرة تصير والحبال موجودة).
يوم الاثنين 9 آذار 1959 تحركت مجاميع من فصائل متعددة من أطراف الموصل وسدّت الطرق المؤدية إليها ومنعت الإمدادات الى المدينة. بدأت حشود الميليشيات المؤيدة لقاسم بدخول المدينة ورمت بأنفسها في المعمعة ضد الموصل وأهلها الآمنين المسالمين، فانهار كل شيء بسرعة. استبيحت المدينة خلال ثلاثة أيام حيث شهدت أحداث عنف وفوضى وقتل وسلب ونهب وسحل جثث وتعليقها على أعمدة الكهرباء، وطال القتل الميسورين وعوائل وشخصيات معروفة، وكانت أياماً عصيبة وصعبة لا يزال يتذكرها كلّ من عاصرها.
بعد استشهاد حفصة العُمَري بأربعين يوما كتب سليمان العيسى من حلب في 21/4/1959 قصيدة طويلة عنوانها “حفصة العُمَري” التي قرأ يوسف عمر بعضا من أبياتها ...
ومن القصائد الرائعة التي خصّ فيها الموصل الشاعر المبدع المرحوم وليد الأعظمي (1930-2004) قصيدة “أم الربيعين”، وقد نظمها سنة 1959 عقب ثورة الشواف، وأشار فيها الى الشهيدة حفصة العُمَري وشهداء الموصل.
أما بدر شاكر السياب
ففي قصيدة ” رؤيا في عام 1956″ التي كتبها ابن البصرة الفيحاء عن ابنة الموصل الحدباء، تتحول “حفصة العُمَري” تلك الفتاة الشهيدة إلى “عشتار آلهة الخصب”، تتحول دلالة الفناء حين صار مرادفا للإله (موت) وبالفعل بين الرمزين المتكاملين ينحو تموز في قلب دلالته أيضا إلى الفناء، وهذا لعَمْري تمثيل رائع يجعل للأسطورة توظيفاً فنّيّاً ويجعل للأسطورة معنى آخر منحرفا عن المعنى الشائع، يقول السياب:
عشتار على ساق الشجرة
صلبوا دقّوا مسمارا
في بيت الميلاد – الرحم
عشتار (بحفصة) مستترة
تدعى لتسوق الأمطارا
تموز تجسّد مسمارا
من (حفصة) يخرج والشجرة
إن عشتار تصبح رمزا مكشوفا (لحفصة) التي يعد صلبها فداء وتضحية يوجب إقامة طقوس استنزال المطر، ومن المفارقة أن يتجسد “تموز” ويخرج من (حفصة) والشجرة، لكن السياب ما لبث أن حوّر طقوس الأسطورة القديمة وجعلها ذات مضامين جديدة فضلاً عن انه لفق أكثر من شعيرة طقوسية في القصيدة الواحدة: فبدلاً من أن تكون أغاني الطقوس مبهجة سعيدة جعلها مخيفة تقوم على الدم والقتل.
وهكذا تحولت الشابة اليافعة حفصة العُمَري الى رمز للشرف والعفة والدفاع عن بيتها ووالدها لتكون ينبوعا تنهل منه الأجيال.
بقلم: الأستاذة أصداء عبد الحميد التحافي
والأستاذ باسل يونس ذنون الخياط.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: