مهارات عجيبة للبومة الفرعونية تحمي بها النباتات البرية وتكافح آفات المزارع - أكبر صياد ليل بالسعودية
Автор: محمد اليوسفي
Загружено: 5 дек. 2024 г.
Просмотров: 12 392 просмотра
يعرض الفيديو حقائق وعجائب مدهشة مع صور حديثة من براري الصمان عن أكبر نوع من طيور البوم التي تعيش مقيمة مفرّخة في الحياة البرية في السعودية، وهي البومة الفرعونية الصحراوية، وسيفاجئ كثيرين أن الحقائق عنها وعن أنواع طيور البوم عموما ستكون صادمة إذا كانوا ممن يؤيدون صحة خرافات وأساطير تربط بين ظهور ورؤية طيور البوم وبين النحس والشؤم والموت والخراب.
وتعد بومة الصحراء أو الفرعونية
Pharaoh Eagle Owl
واسمها العلمي
Bubo ascalaphus
من الأنواع المقيمة المفرخة في براري السعودية وبخاصة المحميات الطبيعية.
وتسمى أيضا البومة النسارية أو البومة العقابية، ولها اسم محلي عامي أكثر ما يتردد بين هواة الصيد بالصقور ويطلقونه عليها وعلى نوع آخر مهاجر مقارب لها في الهيئة وأصغر منها، وهي البومة الصمعاء
Short-eared Owl
واسمها العلمي
Asio flammeus
فيسمون الاثنتين "الكَنْدَرَة، وكليب الدو"، مع ملاحظة أن الأسماء المحلية العامية تختلف بحسب اختلاف المناطق.
لا يعرض الفيديو أساطير وخرافات تربط البومة بتهمة الخراب والشؤم والنحس ولا أوصاف وتشبيهات في الشعر العربي والشعبي والأمثال الشعبية التي ترد فيها كلمة البوم للدلالة على القبح والاحتقار. بل يركز الفيديو على عجائب في خلق طيور البوم وما وهبها الله سبحانه من قدرات ومهارات فريدة، وكيف يمكن أن نصفها بالمخلوق المجند للمساهمة في حراسة أو حماية النباتات البرية ومحاصيل المزارعين فيما لو استقرت حول المزارع أعداد منها وأظهرت قدراتها الفريدة في غزواتها الليلية، باعتبارها صيادة ليل ذات مهارات عالية ليست في كل الطيور الجوارح بما فيها العقبان والصقور.
تألف البومة الصحراوية أو الفرعونية البيئات البرية الجافة، وتأتي أيضا إلى المزارع خاصة التي تكثر فيها القوارض، وتوجد في أغلب الدول العربية. وهي مثل بقية أنواع البوم، تلفت الانتباه أن لها رأسا مستديرا بعينين كبيرتين متجهتين إلى الأمام بخلاف الطيور الأخرى التي تكون بعين في كل جانب. وقد وهب الله الفرعونية وغيرها من البوم قوة إبصار هائلة بمقاييس بصر الإنسان، وحساسية عالية للضوء بحيث ترى حتى في الليل مع أنها تبصر جيدا أيضا بالنهار لكنها في فطرتها ليلية المعيشة تبقى في سكون خلال النهار وتنشط مع غروب الشمس حينما تخرج فرائسها من القوارض وصغار الثدييات من جحورها ومخابئها، وتباغتها باسلحتها التي تعتمد على حاسة سمع قوية جدا، فالمدهش في خلق أنواع من البوم أن الأذنين ليستا بمستوى واحد في الجانبين بل تكون واحدة أعلى قليلا من مستوى الأخرى، ولهذا تحرك أحيانا رأسها بحركات كأنها لا إرادية بينما هي تفعّل ميزة الدقة في استقبال الأصوات وتحليلها كما لو أن لديها رادار حساس يلتقط موجات الصوت ويحدد مصادرها، فمثلا؛ الصوت الخافت في ظلام الليل الذي يصدر من حركة فأر بين الأعشاب تستقبله بسمعها القوي وتحدد مكان الفريسة بدقة وتطير نحوها بتركيز فائق ولن ينجو الفأر في الغالب لأنها البومة خلال الانقضاض تستطيع التصحيح المباشر فيما لو تحركت الفريسة وغيرت مكانها إلى أن تنقض في اللحظة الأخيرة وتصيد بمخالبها الحادة. وإذا كانت الفرائس تهرب في آخر لحظة عندما تسمع صوت طيران أو خفق جناحي طير جارح إذا دنى منها مهاجما.. فإن الفريسة ليس بمقدورها الفرار في حالة هجوم البومة لأن الله سبحانه وهبها ريشا مختلفا عن طيور أخرى خاصة أطراف الأجنحة تجعل رفرفتها خلال الطيران صامتة تماما. ومما وهبها الله القدرة على الدوران برأسها وتوجيه بصرها إلى الخلف تقريبا "بزاوية 270 درجة". ولا يستطيع الإنسان فعل ذلك. فرقبة البومة مكونة من 14 فقرة أي ضعف فقرات رقبة الإنسان. ووهبها الله أيضا مرونة في الشرايين والأوردة بحيث لا يتوقف تدفق الدم أثناء التواء أو تدوير الرقبة.
كل هذه القدرات في طيور البوم ومنها هذه الكبيرة التي نتحدث عنها تجعلها أكفأ صيادة ليل تفترس القوارض خاصة الفئران والجرذان والأرانب وصغار الثعالب والطيور وكذلك الزواحف والحشرات ومنها العقارب.
ومما أعتبرته مؤشرا على أن أعداد الفرعونية تتزايد في جنوب الصمان، أني صرت أشاهدها بهيئة أزواج رغم أني لم أكن أبحث عنها. وبالمناسبة، تعد البومة الفرعونية احادية التزاوج إذا ارتبط الذكر والأنثى لا يفترقان حتى أن المصادر العلمية تذكر أن الارتباط يبقى مدى حياتهما.
لعل العارفين بأوضاع مراعي الصمان قبل أن يصبح ضمن محمية الملك عبدالعزيز الملكية أن الجرذان كانت تطغى بأعداد كثيرة خاصة في الروضات والفياض والأماكن التي كانت تستقر بها الماشية فيما يعرف بالمرح أو المراح، والمعروف أن طغيان أعداد القوارض عن النسب الطبيعية يجعلها تتحول إلى آفة تفتك ببذور النباتات البرية وجذور الشجيرات المعمرة.
إن قدرة هذه الفرعونية وغيرها من طيور البوم على صيد الكثير من الفئران والقوارض المميزة بكثرة التوالد وإعتمادها عليها كغذاء لها ولأفراخها) بحيث تكون البومة مثل حارس ليل يسهر ليحد من كثرة القوارض ويساهم في منع أن تكون آفة.
وهكذا ترى لماذا يمكن وصف البومة بأنها أكثر الطيور المظلومة حينما نقرنها بالشؤم والنحس والقبح والخراب بينما هي النافعة للإنسان وبيئته.
إن عجائب خلق طيور البوم وأدوارها في تحقيق التوازن البيئي يقودنا إلى التأمل في قول الخالق عز وجل..
"وأنبتنا فيها من كل شيء موزون".
مع التحية
قناة محمد اليوسفي

Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: