السر الذي أدهش ترامب.. كيف صنعت مصر أمنًا أذهل أمريكا؟

#رؤية | #ماكرون | #ترامب | #السيسي

في مَشْهَدٍ لَمْ يَكُنْ عابِرًا، فاجَأَ الرَّئيسُ الأمريكي دونالد تِرامب العالم بإشادته المُتَكَرِّرَةِ بِالأَمْنِ المِصْرِيّ خلال زيارته الأخيرة إلى شرم الشيخ، مُعْلِنًا أمام كاميرات العالم: "لقد قاموا بعمل رائع.. لديهم مُعَدَّل جريمة منخفض جدًا، لأنهم لا يتعاملون باستهتار كما نفعل نحن".
كلماتٌ أَشْعَلَتْ مواقع الأخبار، وَهَزَّتْ أَرْوِقَةَ السِّياسَة. لم تكن مجاملة بروتوكولية، بل شهادة علنية من زعيم أقوى دولة في العالم، بأن مصر – التي واجهت الإرهاب لِعَقْدٍ من الزمان – أصبحت اليوم نَمُوذَجًا يُحْتَذَى في السيطرة الأمنية.
من شرم الشيخ، المدينة التي احتضنت قمة السلام حول غزة، خرجت كلمات ترامب لتتردّد في كل اتجاه: كيف استطاعت القاهرة أن تُحَوِّل الخطر إلى استقرار، والخوف إلى ثقة؟ سؤالٌ لم يَمُرَّ بهدوء، بل أشعل بحثًا جديدًا في كواليس التجربة الأمنية المصرية التي باتت مَحَطَّ أَنْظارِ العالم.

هندسة الأمن.. كيف صاغت مصر منظومة تُرعب الجريمة؟ (2)
في عُمْقِ المشهد الأمني المصري، تَتَكشَّفُ معادلة لا تَعْرِفُ الصُّدْفَة.
يَرَى مُراقِبُونَ أن ما يحدث اليوم ليس نَتِيجَةَ إِجْراءاتٍ وَقْتِيَّة، بل ثَمَرَةَ هَنْدَسَةٍ أَمْنِيَّةٍ مُتَكامِلَة.
فقد اعتمدت الدولة المصرية خُطَّةً تقوم على ثلاثة محاور: الرصد المبكر، الانتشار الذكي، والتكنولوجيا المتطورة.
كاميرات المراقبة في الشوارع، والأنظمة الرقمية في الأَكْمِنَة، والتدريب المُتَقَدِّم لضباط البحث والتحليل المعلوماتي؛ كلها أدوات لم تترك للجريمة مساحة للتنفس.
ووفق بيانات بحثية أمريكية، تَراجَعَ مُعَدَّلُ جرائم القتل في مصر بنسبة تجاوزت عشرة بالمئة خلال أعوام قليلة.
المفارقة أن هذا الانخفاض جاء رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، مِمّا يَعْكِسُ نجاح الدولة في بناء " أَمْنٍ مُسْتَدامٍ" لا يعتمد على رد الفعل، بل على المبادرة والسيطرة الاستباقية.
وهنا يظهر سِرُّ الإعجاب الدولي: أَمْنٌ يُدار بالعقل والانضباط والتقنية، لا بالعشوائية أو المُصادَفَة.

شوارع تتحدث بالأمان.. حين سار محمد بن زايد وماكرون بين المصريين (3)
الأمن لا يُقاس بالأرقام فقط، بل بما تَرْوِيه الشوارع وَتَشْهَدُ عليه العيون.
في القاهرة القديمة، وتحديدًا في قلب الحُسَيْنِ وَخانِ الخَلِيلِي، سار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجوار الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط مئات المواطنين، دون حواجز أو خوف.
اِلْتُقِطَت الصور، وَارْتَفَعَتِ التَّحِيّات، وسار الزعيمان وسط الزحام كأنهما يتجولان في مدينة أوروبية تنبض بالأمان.
تلك اللحظة لم تكن مشهدًا سياحيًا عابرًا، بل رسالة مَدَوِّيَةً إلى العالم: "شوارع مصر آمنة حتى لزعماء العالم".
وَقَبْلَها، تَجَوَّلَ رَئيسُ دَوْلَةِ الإِماراتِ العَرَبِيَّةِ المُتَّحِدَةِ الشَّيْخُ مُحَمَّد بْن زايِد آل نَهْيان في مدينة العَلَمين بالساحل الشمالي، وَالْتَقَطَ صورًا مع أطفال مصريين بِعَفْوِيَّةٍ وَبَساطَةٍ، دون حِراسَةٍ تُذْكَر، في مشهدٍ يعكس ثقة كاملة بالأرض التي يسير عليها.
ومثلهم، زار قادة وزعماء وشخصيات دولية بارزة مصر، وتجولوا بِحُرِّيَّةٍ بين الناس، في مشهدٍ يُجَسِّدُ الثقة المتزايدة في استقرار البلاد وأمنها.
فحين يَتَحَوَّلُ الزعيم الأجنبي إلى سائح يَمْشِي مُطْمَئِنًّا بَيْنَ المُواطِنِين، فذلك دَليلٌ عَمَلِيٌّ أقوى من أي بيانٍ رسمي أو تقريرٍ دولي.
إن الأمان في مصر اليوم لم يعد شعارًا يُقال، بل واقعًا يُرى… ويُلمس في كل خطوة.

إشادة تحوّلت لدعاية عالمية.. مصر بلد الأمن (4)
حين اِلْتَقَطَتِ الحكومة المصرية صَدَى تصريحات ترامب، أدركت أنها تَمْلِكُ كَنْزًا لا يُشْتَرى بِالإِعْلانات.
فَقَدْ وَصَفَ رَئيسُ الوُزَراء مُصْطَفَى مَدْبُولِي تِلْكَ الإِشادَةَ بِأَنَّها «دِعايَةٌ مَجّانِيَّةٌ لا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ»، مُشِيرًا إِلى أَنَّها شَهادَةٌ مِنْ أَقْوَى دَوْلَةٍ فِي العالَمِ عَلَى أَنَّ مِصْرَ أَصْبَحَتْ واحَة أَمْنٍ فِي مَنْطِقَةٍ مُضْطَرِبَة.
ومع هَذا الزَّخَمِ الدُّوَلِيّ، بدأت القاهرة توظيف هذه الرسالة في حملات الترويج للسياحة والاستثمار، لتقول للعالم: هنا بلد الأمن والسلام، تَعالَوْا بِأَمانٍ، وَاسْتَثْمِرُوا بِثِقَة.
هكذا تحوّلت كلمات ترامب العابرة إلى استراتيجية تَرْوِيجِيَّة، وأصبحت مصر – الَّتِي كانَتْ تُسْأَلُ عَنْ أَمْنِها – اليَوْم تُسْأَلُ عَنْ سِرِّ نَجاحِها الأَمْنِيّ.



http://www.roayahnews.com
  / roayahnofficial  
  / roayahnews  
  / roayahnofficial  
  / roayahnews  
https://www.threads.net/@roayahnofficial