تعرفت على شخص عربي في أمريكا .. لن تصدق ماذا فعل

أنا زيد الابن الوحيد لأمي وأبي , كنا نعيش حياة طبيعية كأي عائلة والمشكلة الوحيدة التي كنا نعاني منها أن ابي كان عصبي جدا بسبب ضغط العمل ومشاكله , كان في غالب الاحيان قاسي وسريع الانفعال والغضب علينا , أبي لم يكن عصبيا بسبب الفقر أو الديون بل بالعكس كانت لديه الكثير من الاملاك والشركات وهو من كون نفسه من الصفر بدون الاعتماد على أي أحد حتى وصل لما هو عليه , مرت السنوات حتى تخرجت من الثانوية بمعدل جعل أبواي يفخران بي , وكهدية لي من أبي قرر أن يحقق حلمي ويرسلني لأكمال الدراسة الجامعية في أمريكا , كان حلما منذ صغري أن اذهب لهناك وأتعرف على ثقافات جديدة وألتقي أناس جدد , في الاجازة الصيفية كنت أخطط للكثير من الأشياء لاقوم بها هناك , قمت بتجهيز كل اللوازم والأغراض وحضرت نفسي للسفر , وبالفعل بعدها بأسابيع سافرت لأمريكا , كانت الأيام الأولى لي هناك من أسوء الأيام التي مرت علي في حياتي , لم أكن أعرف أي أحد في المنطقة التي سكنت فيها , والشخص الوحيد الذي كان بيني وبينه تواصل هو صديق أبي الذي استقبلني في المطار ووجد لي سكن وسجلني في الجامعة , مرت الأيام والأمور لم تتغير الشعور بالغربة والوحدة دمرني تماما لدرجة أن بعد شهر قررت أن أعود للبلاد التي كنت أعيش فيها وأترك أمريكا , الجامعة التي كنت أدرس فيها لم يكن فيها أي شخص عربي كلهم أجانب أمريكين بريطانيين كوريين , بالنسبة لي لم أرى ولم أتعرف على أي شخص عربي هناك , في الشهر الثالت لم أعد أستطيع أن أتحمل أكثر , اتصلت بأبي وقلت له : لم أعد أستطيع أن ادرس هنا أريد أن اعود للمنزل وأعود لأدرس في البلاد التي عشت وتربيت فيها , أبي وكالعادة غضب غضبا شديدا وأعطاني خيارين , الخيار الأول أن أصبر وأتحمل وأكمل دراستي مهما حصل , الخيار الثاني أن أرجع لبلادي وان أعمل لكي أرجع كل الأموال التي صرفها علي أبي في فترة عيشي في أمريكا , طبعا المبلغ الذي دفعه أبي كان كبير وحتى لو عملت طوال السنة لجمعه لن أستطيع , أنا في ذلك الوقت وبعدما سمعت الخيارات التي أعطاها ابي , قررت أن أستمر وأصبر لمدة شهر بعدها اذا استمريت على نفس الوحدة والضيق والملل سأرجع لبلادي وأعمل وأعيد كل مال أبي الذي خسره علي , أما أذا تأقلمت على الوضع سأستمر هنا وأكمل دراستي , لأنني متأكد لو عدت عند أبي سأواجه عصبيته وسيمطرني بالسب والاهانات , اضافة الى أنني لا أريد أن أعمل أكثر من سنة لأرد أموال أبي , بعد مرور أسبوعين وبالصدفة كنت أحضر أحدى العروض وكان أحد الطلاب يعمل تقديم يتكلم عن البلد الذي كنت أعيش فيه , قلت مستحيل أن يكون أجنبي يتحدث عن بلدي الأم بالتأكيد هو عربي ومن نفس دولتي , وبسبب الفضول قررت أن أتعرف عليه بعد الحصة الدراسية , وبالفعل تكلمت معه ووجدت أن توقعي كان صحيح , اسمه أنور وينتمي لنفس البلد الذي كنت أعيش فيه , أنور كان أقدم مني بسنتين في أمريكا , بما أنه قديم هنا فبالتالي فهو يعرف الأماكن ولديه خبرة في العيش هنا في أمريكا , ولهذا حاولت أن أتقرب منه أكثر وأكثر خاصة بعدما عرفت أنه عربي , بعد فترة من تعرفي على أنور أستطاع ان يقنعني أن أستمر في أمريكا وساعدني في التأقلم والاندماج في هذا المجتمع الجديد , كان كالأخ بالنسبة لي كان ينصحني ويعلمني وكل شيء أقرر فعله آخد رأيه واستشارته , في ذلك الوقت عندما أحسست بأن لي صديق مقرب اتصلت على أبي وقلت له : سأكمل دراستي هنا في أمريكا لاتقلق , أبي كان سعيدا بالخبر لأنه كان متخوف أن أرجع للبلاد , مرت السنوات وكانت صداقتي مع أنور تزداد يوما بعد يوم , أصبحنا نعيش في بيت واحد وصرنا نشارك كل شيء نملكه , أهلي أصبحوا يعرفونه وأبي كان مطمئن أنه هناك صديق معي وأكبر مني في البلاد التي لم أكن أعرف فيها أي أحد , مرت السنوات حققت فيها كل أحلامي التي تمنيتها , وصلت للسنة الرابعة في الجامعة ولم يبقى لي الكثير للتخرج , بعد ثلات أشهر من بداية الدراسة ستحدث الصدمة , في هذا اليوم اتصلت أمي وصوتها حزين وخائف , استغربت وخفت ففي العادة دائما تتصل وهي سعيدة بسماع صوتي , قالت لي : أبوك أبوك يازيد
وقتها ارتعبت ظننت أن أبي توفي أو حدث له مكروه , شل لساني وصعوبة أجبتها ما ما ماذا حدث له ؟ , ردت علي أبوك خسر كل شيء كان يملكه ولم يبقى لنا سوى القليل من ماكان يملك , قلت لها لماذا ماذا حدث , ردت علي خدعوا أباك ودخل في تجارة فاشلة كبدته كل أمواله , عندما سمعت الخبر عرفت أن أبي سيحدث له شيء خطير بسبب هذه الأزمة بالاخص بما أنه عصبي , ولذلك قررت أن أعود للبلاد لكي أقف معه في هذه المصيبة , لكن أمي رفضت وقالت لي : أكمل دراستك لهذه السنة وعد للأبد للمنزل لأن أبوك لن يستطيع أن يصرف عليك وعلى دراستك بعدما حصل لمشاريعه , شعرت بالحزن الشديد خاصة أنه تبقى لي سنة أخرى فقط لكي أكمل دراستي وأتخرج , أتصلت بأبي الذي أخبرني بنفس الأمر وأنه لن يستطيع أن يسدد ثمن سنة أخرى , كانت أسوء الأيام التي تمر علي في حياتي كنت أتمنى أن اتخرج من الجامعة بعد المجهود الكبير وكل هذه السنوات , أنور لاحظ تغير تصرفاتي والحزن الكبير الذي كنت فيه , وبدأ يسألني دائما عن سبب حزني وتغيري حاولت أن أخفي عليه وأتهرب في البداية لكن مع مرور الوقت أخبرته بكل شيء , هنا أقترح علي حل لم أفكر فيه من قبل وهو أن اشتغل هذه السنة بكل جهدي لكي أوفر المال لكي ادرس السنة القادمة والأخيرة لكي أتخرج , أعجبتني تلك الفكرة وبدون تردد أتصلت على ابي وأخبرته بالاقتراح