وردي وثنائيته مع شاعر الشعب محجوب شريف وأغنية فارسنا وحارسنا

39- وردي وثُنائيته مع شاعر الشّعب محجوب شريف
(فارسنا وحارسنا)

بعد أن انتشر عـمل وردي ومحجوب الأوّل (مايو) أو (في حكاياتنا مايو) ووجد شعبيّة كبيـرة جدّاً كان وردي يفكِّر جادَّاً في العمل الحقيقي علَىَ تطوير الأغنية السُّودانيّة بتطويره لأغنياته
لذا كان وردي ينوي السّفر لـمصر لـمـحاولة توزيع إحدَىَ أُغنياته التي قرّر أن يوزّعها توزيعاً مختلفاً كانت أولـى الأُغنيات الـتـي كتبـها له الشّاعر عـمر الطّيّب الدّوش وهي أُغنية (الوُد) والتي لـحّنـها وردي وقدّمها كبقيّة أُغنياته ولكن مع اختلافٍ طفيـف بإدخاله لآلة الطّنبـور فـي الأُغنية وسط الآلات الـحديثة وكان يـحلـم بتوزيعٍ مـختلف لـهذه الأُغنية فقرّر السّفر إلـى مصر ومـحاولة توزيعـها هناك فسافر وردي بعد شهرين فقط مِن تقديمه لعملهما الأوّل هو ومحجوب
وفي مطلع سبتمبر كان قذّافي قد استولَىَ علَىَ السُّلطة في ليبيا وتقرّر أن تكون هناك قـمّة للزُّعـماء الأربعة عبد النَّاصر ونميري وقذّافي وياسر عرفات تكون في بنغازي ثُمَّ يلتقون بعدها مباشرةً مُجَدَّداً في مصر
وكانت فرصة لوردي أن يقوم بالتّعاون مع الشّاعر عبد المنعم عبد الحي المقيم في مصر لعمل نشيد بهذه المناسبة فكتب عبد الحي نشيد (لقاء الثُّوَّار) وقام وردي بتلحينه وتقديمه أمام الزُّعماء الأربعة
وبقَىَ وردي في مصر لشهور أحيا خلالها العديد من الحفلات في مختلف المدن والقُرَىَ النُّوبيّة وكذلك في القاهرة وفي الإسكندريّة التي اكتـمل فيها الـتّوزيـع لأغنية (الوُد) بواسطة الموسيقار اليوناني أندريّا رايدر فسجّلها وردي ومعها كذلك نشيـد لقاء الثُّوّار والذي كان قد وضع وردي له لـحناً يلائـم الأُذن العربيّة وتمّ تقديمه من نفس الفرقة التي عزفت (الوُد)
وعاد وردي للسُّودان فـي مطلع العام 1970
وأهدَىَ الأسطوانة التي كانت تحمل التّسجيل الأصل لإذاعة أم درمان علَىَ أن تقوم بِبَثِّها باعتبارها صارت ملكاً لها
وبمجرّد عودته قام وردي بتلحين أغنية (موسم الشّوق الحلو) أو (عصافير الخريف) وبعدها الأغنية الخفيفة (الصُّورة) وكلاهما للشّاعر الحلنقي
فِي جانب آخر كانت علاقة جمعت بين الفنّان محمّد ميرغني المُحِب لمايو ونميري علاقة زمالة بينه وبين الشَّاعر محجوب شريف فقد كانا معلّمين وكانا يلتقيان أحياناً في اتحاد المعلمين بالخرطوم وتجمعهم بعض اللقاءات والجّلسات كمُعلّمين يلتقون فيتحدّثون في الأمور الأدبيّة والفنّيّة وقضايا التّعليم والمعلّمين
قرَّر محمّد ميرغني تقديم قصيدة محجوب (فارسنا وحارسنا) التي لحَّنها له عازف الكمان عبد الله حامد العربي فحملاها هو وعربي وذهبا بها للإذاعة بغرض إجازتها وتسجيلها إلَّا أنَّ الشاعر العبّادي في لجنة النصوص رفض إجازة نَص الأغنية الشّيء الذي ضايق محمّد ميرغني جدّاً فخرج من الإذاعة برفقة عربي وهو يغلي من الغيظ والغضب ليقابلهما وردي عند الإذاعة بالصُّدفة ويستفسرهما عن سبب ضيقهما فيحكيا له الحكاية ويطّلع وردي على قصيدة محجوب فتعجبه فيقنعهما بمرافقته لبيته لتناول وجبة الغداء عنده وهناك وبعد نقاش وتداول للآراء يقنع وردي محمّد ميرغني بأنّه قادر علَىَ إجازة نَص الأغنية لكنّه يأمل أن يعيد تلحينها وأن يشترك معه محمّد ميرغني في أداء الأغنية فوافق محمّد ميرغني
وبدأ وردي فوراً في تلحينها واشترك معه محمّد ميرغني في حفظ اللحن والأداء لتكون الأغنية جاهزة ويتم تحفيظها للأوركيسترا ثُمَّ تقديمها في العيد الأوَّل لمايو وتسجيلها للإذاعة لتكون بذلك ثاني الأعمال التي يغنّيها وردي من أشعار محجوب شريف بعد قُرابة العام من عملهما الأوَّل (مايو)

أرجو أن تسمحوا لي بأن أضع للجميع النَّص الصَّحيح مع التَّسجيل الإذاعي لأغنية
(فارِسنا وحارِسنا)

فارِسنا وحارِسنا

يا فارِسنا وحارِسنا
يا بيتنا ومدارسنا
كُنَّا زمن نفتِّش ليك
وجيتنا الليلة كايِسنا يا حارِسنا

حبابَك ما غريب الدّار
وماك لِحقّنا الودّار
كُنَّا زمن نفتِّش ليك
وجيتنا الليلة كايِسنا يا حارِسنا

جيتنا وفِيك ملامِحنا
بعد يا مايو ما يئِسنا
بِنَرجَع ليك توصِّينا
بِنَسمَع ليك تحدِّثنا

وبيك يا مايو
يا سيف الفِداء المسلول
نَشِق أعداءنا عرضِ وطول
حَلَفنا نقيف ونِتحزَّم
نشِد السّاعِد المفتول
عشان نبني اشتراكيّة
ونرفع راية هُم خلُّوها
فوق السّارية متكيّة
ودقّت ساعة كانت نجمة
في أعماقنا منسيّة
وكُنَّا زمن نفتِّش ليك
وجيتنا الليلة كايِسنا يا حارِسنا

وكانت ليلة الميلاد
وكانت عودة الأمجاد
وكانت حسرة الجّلّاد
وكانت غنوة الشَّارِع
حَباب الإشتراكيّة
وكُنَّا زمن نفتِّش ليك
وجيتنا الليلة كايِسنا يا حارِسنا

تحيّاتي
لؤي

#وردي_التوثيق_الشامل_أغنيات_الشاعر_محجوب__شريف_فارسنا_و_حارسنا