3/261 ج 1 ﴿بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به﴾ آل عمران،﴿بشرى ولتطمئن به قلوبكم﴾ الأنفال ما الفرق ودلالاتها؟

؛
موضوع الحلقة : إجابة أسئلة المشاهدين :
؛
3/261 ج 1
؛
04:04 - 10:43
؛
المقدم : في سورة "الأنفال" في قوله تبارك وتعالى:
﴿وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم﴾ (٢)
وفي آية أخرى
﴿وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به﴾ (١)
ما الفرق والتقديم والتأخير هنا والزيادات بينهما؟

د فاضل : هاتان الآيتان إحداهما في "آل عمران" والأخرى في "الأنفال"
آية "آل عمران"
﴿وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم﴾ (١)
وفي "الأنفال"
﴿وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم﴾ (٢)
نلاحظ الكلام في "آل عمران"
﴿بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به﴾ (١)
المقدم : إذَنْ الفرق في آل عمران
زاد كلمة ﴿لكم﴾ (١)
وهي غير موجودة في "الأنفال"
وفي تقديم وتأخير
د فاضل : في ﴿قلوبكم﴾ و ﴿به﴾
قال : ﴿به قلوبكم﴾ (٢)
في "الأنفال"
و ﴿قلوبكم به﴾ (١)
في "آل عمران"
﴿به﴾ (١) (٢)
يعني بالإمداد السماوي
المقدم : هو الحديث عن ماذا ؟
﴿وما جعله الله﴾ (١) (٢)
ما الذي "جعله الله" ؟
د فاضل : ما خبّرهم به من نصر وما إلى ذلك
والإمداد الذي ذكره
هو الكلام في "آل عمران" في هذه الآية
الكلام في معركة "بدر"
تمهيدًا لذكر موقعة "أُحُد"
المقدم : في "آل عمران"
د فاضل : لأن بعدها ذكر موقعة "أُحُد"
بدأ بها (معركة بدر)
ثم ذكر "موقعة أُحُد" وما أصابهم فيها من قرح
وقبل هذه الآية كان الكلام على "أُحُد"
البداية إشارة، قال:
﴿إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ (٣)
ثم ذكر "بدر"
ثم ذكر بعدها "وقعة أُحد"
هكذا هو السياق
قال فيها
﴿إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس﴾ (٤)
إلى غير ذلك من الآيات التي فيها مواساة وتصبير لما أصابهم من قرح
آيات :
﴿إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس﴾ (٤)
آيات تصبير
إذَنْ هم الآن في حاجة إلى مواساة وتصبير قال :
﴿وما جعله الله إلا بشرى لكم﴾ (١)
المقدم : ﴿ولتطمئن قلوبكم به﴾ (١)
د فاضل : قدم "القلوب"
لأنهم محتاجون إلى طمأنة القلوب وإلى البشرى
في حالة ، يعني حالتهم النفسية الآن ليسوا كما بعد النصر في "بدر"
حالة فيها .. هُزموا في "أُحد"
فاحتاجوا إلى المواساة والتصبير :
"والأيام هذه نداولها بين الناس" وكذا
المقدم : فقال ﴿لكم﴾ (١)
و ﴿بشرى لكم﴾ (١)
وقدّم "القلوب"
د فاضل : وقدّم "القلوب" لأنهم محتاجين لها
المقدم : معناه : أن يهتم بقلوبهم
التقديم هنا معناه ؟
د فاضل : ليس هذا فقط
لما قال : ﴿ولتطمئن قلوبكم به﴾ (١)
أو
﴿ولتطمئن به قلوبكم﴾ (٢)
هذا الضمير في ﴿به﴾ (١) ، (٢)
يعود على الإمداد بالجند الإلهي
ما أمدهم به في المعركة
﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾ (٥)
﴿وما جعله الله إلا بشرى﴾ (٢)
الإمداد الالهي
في آل عمران أيضًا ذكر :
﴿ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين﴾ (٦)
هذا الإمداد
هذا المدد
في "الأنفال"
يعني في "معركة بدر "
ذكر في هذا الإمداد الإلهي
أكثر مما ذكره في "آل عمران"
وفصّل فيه أكثر
ماذا قال :
﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾ (٥)
﴿وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم﴾ (٢)
ثم يقول:
﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان﴾ (٧)
لم يقل هذا في "آل عمران"
إذَنْ هنا صار اهتمام في ذكر هذا الجانب
المقدم : وأوامر للملائكة ، وكذا
د فاضل : وهذا لم يأت في ،،
المقدم : في "آل عمران"
د فاضل : إذَنْ هنا (في الأنفال)
ذكر وفصّل في الإمداد الإلهي وأهميته
ما لم يذكر في "آل عمران"
فقدم ﴿به﴾ (٢)
﴿ولتطمئن به قلوبكم﴾ (٢)
المقدم : فلما فصّل ، قدّم
د فاضل : هو السياق هكذا
المقدم : ولما أراد أن يصبِّرهم
﴿قلوبكم به﴾ (١)
د فاضل : قدّم القلوب
ثم حتى لاحظ في "الأنفال"
تقدّم ما يدل على "البشرى"
لم يقل : "لكم"
﴿وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم﴾ (٢)
قال:
﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم﴾ (٥)
المقدم : بشرى
د فاضل : صارت بشرى
إذَنْ ﴿فاستجاب لكم أني ممدكم﴾ (٥)
لم يكرر "لكم" (مع بشرى)
المقدم : ولهذا قال:
﴿وما جعله الله إلا بشرى﴾ (٢)
بدون "لكم"
د فاضل : لأنه ذكر "لكم)"
المقدم : في ﴿فاستجاب لكم أني ممدكم﴾ (٥)
لكم أنتم
د فاضل : كأنما بشكل آخر قال
قدّمها "البشرى"
المقدم : أفهم من الكلام
أن هنالك خلاف في السياق العام في "الأنفال"
تحدّث كثيرًا عن الإمداد
وطبيعة الإمداد والملائكة
أما في "آل عمران"
يتحدث عن قلوب الناس ويواسيهم ويعزيهم
د فاضل : هو هكذا ، السياق هو هكذا .
؛
يتبع ……. 3/261 ج 2
…………………….
(١) ﴿وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم﴾ آل عمران : 126
(٢) ﴿وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم﴾ الأنفال : 10
(٣) ﴿إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون﴾ آل عمران : 122
(٤) ﴿إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين﴾ آل عمران : 140
(٥) ﴿إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين﴾ الأنفال : 9
(٦) ﴿إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين﴾ آل عمران : 124
(٧) ﴿إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان﴾ الأنفال : 12
؛
#أفلا_يتدبرون_القرآن #لمسات_بيانية #فاضل_السامرائي
#سورة_آل_عمران #سورة_الأنفال
#التقديم_والتأخير #إعراب_وبلاغة
؛
لمسات بيانية : للدكتور فاضل السامرائي
حفظه الله وجزاه كل خير 🤲🏼♥️
؛
نقلا عن موقع
تلفزيون الشارقة - Sharjah TV الحلقة (261)
؛
   • لمسات بيانية | الحلقة 261  
؛
جزاهم الله كل خير 🤲🏼🌺
؛