هود/164 ﴿وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي﴾ 44، قيل فيها "أن طوق البشر قاصر عن الاتيان بمثلها" ؟

؛
الحلقة : اللمسات البيانية في آيات "سورة هود" :
؛
هود/164
؛
00:25 - 00:42
01:04 - 07:06
؛
المقدم :
(١) ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ هود : 44
01:04 - 07:06
نكمل رحلتنا بما نحن بصدده
وكنا في اللقاء المنصرم توقفنا عند قوله تبارك وتعالى :
﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ﴾ (١)
الآية التي صدرتها صدر هذه الحلقة
يعني
وقيل فيها كلام كثير جدًا عند العلماء الأقدمين
ذكّرنا بما وقفنا عليه في اللقاء المنصرم ثم نبدأ الحوار
بالبداية لماذا "النداء" بقوله تبارك وتعالى :
﴿يَا أَرْضُ﴾ (١)
وليس "يا أيتها الأرض" ؟

د فاضل : ذكرنا في الحلقة الماضية أنه "أجمع المعاندون على أن طوق البشر قاصر عن الاتيان بمثلها" (بمثل هذه الآية)
وذكرنا ليست (فقط) في هذه الآية وإنما القرآن كله ، بمقدار أقصر سورة
المقدم : في كل "آي" القرآن !
د فاضل : ليس في "آي" القرآن ، لأن أحيان "آي" القرآن قد تكون "كلمة"
مثل :
﴿الٓم﴾ **
﴿مُدْهَامَّتَانِ ﴾ ***

المقدم : بعشر آيات على الأقل !
د فاضل : ليس هكذا
لأن هو تحدى بـ"سورة"
﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ﴾ (٢)
فقالوا "كل ما هو بمقدار أقصر سورة"
يعني "كل تعبير في القرآن بمقدار أقصر سورة ، هو مُعجِز"
المقدم : "سورة الكوثر" ، مثلا
د فاضل : "كل تعبير في القرآن بمقدار أقصر سورة ، هو مُعجِز"
المقدم : معجز ، جميل
د فاضل : قلنا ، أحيان الأمور البيانية تتضح ، واحيان تخفى وتحتاج إلى استنباط وإلى استخراج (معانيها)

نأتي إلى هذه الآية (هود 44) ، قبل أن نجيب عن سؤالك
حتى ننظر فيها
القدماء أيضًا هم ذكروا فيها
المقدم : قالوا فيها كلاما كثيرًا
د فاضل : نلاحظ أنه بدأ بـ"فعل القول" : ﴿وَقِيلَ﴾ (١)
و"القول" ، يُقال لمن يسمع ويعقل
"تقول" لمن يسمع
ثم نادى :
المقدم :
﴿يَا أَرْضُ﴾ (١)
د فاضل : و"المنادى" إذا تناديه ، ينبغي أن يعلم أنه نودي لسماع شيء
أو تبليغه بأمر ، "ينادي لماذا" !
ذاك اذا لم يكن النداء "مَجازا"
إذا كان "مَجازا" مثل :
[ يا لَيلُ طُل ياشَوقُ دُم ]
وما إلى ذلك في الأشعار ، هذا أمور مجازية
المقدم : لكن هل في القرآن يُحمل "النداء" على "المجاز" ؟
أم بالفعل كل المخلوقات ؛ في الأرض والسماء تسمع ؟
د فاضل : ليس دائمًا
المقدم : ليس دائمًا !
يعني "الأرض تسمع" !
د فاضل : لأن "استجابت" ، إذَنْ "هي تسمع"
المقدم : و"السماء تسمع" ، استجابت
استجابتا

د فاضل : إذَنْ "المنادى" ينبغي أن يعلم أنه "نُوديَ"
لـ"سماع شيء ما" ، أو "تبليغه بأمر"

ثم أَمَر ، لاحظ :
﴿قِيلَ﴾ : هذا "قول" ، ينبغي أن
المقدم : يسمع ويعقل
د فاضل : "نوديَ" : ﴿يَا أَرْضُ﴾
أيضًا ينبغي أن يعلم أنه "نوديّ" لماذا !
ثم أُمر على "سبيل الحقيقة"
المقدم :
﴿ابْلَعِي﴾ (١)
على "سبيل الحقيقة" !
د فاضل : وليس على "سبيل المجاز"
ليس مثل [يا لَيلُ طُل ياشَوقُ دُم ]
المقدم : إذَنْ وجود "الماء" يقتضي أن تسمع الأرض "النداء" و تُنفِّذ
د فاضل : طبعًا
المقدم :
﴿وَغِيضَ الْمَاءُ﴾ (١)
د فاضل : إذَنْ أُمر على "سبيل الحقيقة"
كان "القول" على "سبيل الحقيقة"
و"النداء" على "سبيل الحقيقة"
و"الأمر" على "سبيل الحقيقة"
المقدم : و"التنفيذ" على "سبيل الحقيقة"
د فاضل : و"المأمور" ينبغي أن يكون عالمًا بما أُبلِغ به
المقدم : "المأمور" هو "الأرض" ، هنا
د فاضل : أو "السماء"
خاصة إذا طُلب منه فعل شيء
ينبغي أن يكون عالم
المقدم : لا يُحمل مثلًا على الكناية أو الاستعارة بالكناية ؛ أنه شبّه كذا بكذا ، وحذف المشبّه به ؟
د فاضل : لأن هو أمر على "الحقيقة"
طلب شيء على "الحقيقة"
ثم نُفِّذ
المقدم : يعني ا"لأرض" استمعت بالفعل ، و"السماء" استمعت
د فاضل : وقال في آية أخرى :
﴿وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ (٣)
إذَنْ "على الحقيقة"

إذَنْ هذا كله يدل على أن "الأرض" و"السماء" سمعتا ، وعقلتا ، وأذنتا للقائل ، وامتثلتا
إذَنْ ليس هذا نظير "نداء" من يؤمر على "سبيل المجاز" ، كما في الشعر :
[ فَقُلْتُ لَه لَمِّا تَمَطَّي بصُلْبِهِ .:. وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاءَ بَكَلْكَلِ ]
[ أَلا أَيُّها اللَيلُ الطَويلُ أَلا اِنجَلي .:. بِصُبحٍ وَما الإِصباحُ مِنكَ بِأَمثَلِ ]
ليس من هذا الباب
وإنما كله على "سبيل الحقيقة"
[ يا لَيلُ طُل ياشَوقُ دُم .:. إِنّي عَلى الحالَينِ صابِر ]
المقدم : لكن هل هذا ، أن نعمم كل "أمر" و "نداء" ، في القرآن الكريم على أنه على "سبيل الحقيقة" ؟
د فاضل : ننظر في كل ما ورد فيه
ننظر ثم يبين السياق هذا الشيء .
………………………
(١) ﴿وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ هود : 44
(٢) ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ البقرة : 23
(٣) ﴿إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ﴾ الإنشقاق : 1-5
** ﴿الٓم﴾
وهي آية تامة في (٦) سوَر هي :
البقرة ، آل عمران ، العنكبوت ، الروم ، لقمان ، السجدة .
*** الرحمن : 64
؛
#أفلا_يتدبرون_القرآن #لمسات_بيانية
#فاضل_السامرائي
#سورة_هود #سورة_البقرة
#سورة_الإنشقاق #إعراب_وبلاغة
؛
حفظه الله وجزاه كل خير 🤲🏼♥️
؛
نقلا عن موقع تلفزيون الشارقة الحلقة (435) :
   • لمسات بيانية | الحلقة 435  
؛
جزاهم الله كل خير 🤲🏼🌺
؛