تهدئة العاصفة - د.ق. يوسف سمير - مساء الأحد ٢١ يوليو ٢٠٢٤
Автор: Heliopolis Evangelical Church
Загружено: 2025-12-01
Просмотров: 37
تهدئة العاصفة
د.ق. يوسف سمير
مساء الأحد ٢١ يوليو ٢٠٢٤
عظة اليوم تتناول كيفية مواجهة الإنسان لعواصف الحياة الكبرى، مستشهدة بالنص الإنجيلي من إنجيل متى، الإصحاح الثامن سفر الآيات ٢٣–٢٧، الذي يروي معجزة تهدئة السيد المسيح للبحر الهائج.
*مقدمة: طبيعة عواصف الحياة*
إن أزمات الحياة الكبرى التي لا يُعفى منها أحد، تتميز بعدة سمات:
*تأتي فجأة:* تحدث الكوارث والأزمات دون سابق إنذار، مثل الزلزال الذي يقلب الحياة رأساً على عقب. كلمة "وإذا" في النص الإنجيلي تُترجم "فجأة".
*تتحدى خبراتنا:* تأتي مواقف تلغي كل خبراتنا وحكمتنا السابقة، فنقف عاجزين أمامها. حتى التلاميذ الذين كان منهم صيادون متمرسون، صرخوا من الهلاك.
*لا يوجد مكان آمن:* لا يمكن ضمان الأمان المطلق في أي مكان، فقد تأتي العواصف من أقرب دوائرنا؛ من البيت، أو الكنيسة، أو حتى من الأصدقاء المقربين.
*تحدث بوجود يسوع:* وجود المسيح في حياتنا لا يعني غياب الاضطرابات. فالتلاميذ تعرضوا للعاصفة والمسيح معهم في السفينة، مما يعلمنا أن الحياة مع الله قد تتخللها أزمات.
*أولاً: في وسط العاصفة، الله يتأنى*
في قلب الأزمة، قد نشعر أن الله صامت أو غائب، وهذا يتجلى في صورتين رئيسيتين:
*نوم يسوع في السفينة:* المشهد المحوري في المعجزة هو نوم يسوع في خضم العاصفة، مما جعل التلاميذ يشعرون بأنه لا يبالي ("أما يهمك أننا نهلك؟"). هذا التأني قد يبدو كأنه صمت أو غياب من الله في أصعب المواقف.
*لماذا يتأنى الله؟*
1. *لكي يتعمق إيماننا:* يتأخر الله أحياناً لينقل إيماننا إلى مستوى أعمق. كتأخره في قصة لعازر، لينقل إيمان مريم ومرثا من الثقة به كشافٍ للأمراض إلى الإيمان به كمُقيمٍ من الأموات.
2. *لكي يتبصر إيماننا:* يدعونا الله لنرى حضوره حتى في غيابه الظاهري. فهو إله حاضر يعمل في الخفاء (كما في سفر أستير)، وهو "إله محتجب يا مخلص إسرائيل" (إشعياء 45: 15). يجب أن نؤمن بالله حتى عندما يبدو صامتاً.
*ثانياً: في وسط العاصفة، الله يتكلم*
بعد فترة الصمت والتأني، يأتي صوت الله ليمنح السلام والحل:
*صوت الله يمنح السلام:* في كل الأزمات، تكلم يسوع في النهاية ليمنح السلام والطمأنينة، مثل قوله: "أنا هو القيامة والحياة"، و "ثقوا أنا هو لا تخافوا"، و "سلام لكم".
*تكلم يسوع مرتين في هذه المعجزة:*
1. *تكلم إلى التلاميذ:* وبخ خوفهم قائلاً: "ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟". فالخوف ينبع من قلة الإيمان، أي حين تغيب عن أذهاننا وعود الله وقدرته وأعماله السابقة. الإيمان الحقيقي هو استدعاء ذاكرتنا الروحية بما فعله الله من أجلنا.
2. *تكلم إلى قوى الطبيعة:* "قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم". هذا يُظهر سلطانه المطلق ليس فقط على حياتنا، بل على الظروف المحيطة بنا أيضاً. لقد حوّل "الاضطراب العظيم" إلى "هدوء عظيم".
*الخاتمة*
تُختتم العظة بربط هذه المعجزة بما ورد في المزمور 107 (الآيات 23-32)، الذي يصف بدقة حال ركاب السفن في البحر الهائج، وكيف "صرخوا إلى الرب في ضيقهم، فمن شدائدهم يخلصهم. يهدئ العاصفة فتسكن، وتسكت أمواجها"، ليبرهن على أن الله هو المتحكم في كل شيء، والمخلص في كل ضيقة.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: