جمال ربيع ومفاجآت الحياة البرية في المحمية الأولى بالسعودية - حرّة الحرة بمحمية الملك سلمان - وثائقي

هذه خلاصة ما حدث من مفاجآت خلال تصوير استغرق مدة أربعة أيام متصلة مع ما يتخلل ذلك من مناظر جميلة وطرائف وغرائب عن الحياة البرية في المحمية الأولى في السعودية، وهي محمية حرّة الحرّة في محمية الملك سلمان الملكية بما فيها من طبيعة وفوهات بركانية مع مشاهد تدل على تنوع في الحياة الفطرية تضم أنواعا من النباتات والطيور الرقيقة والجوارح والمفترسات كالذئاب والغزلان والمها العربي وهي تعيش معا في بيئة برية واسعة. ويقدم الفيديو نتائج تصوير بواسطة عدة كاميرات بما فيها الكاميرات الفخية.
وتعد حرّة الحرّة أول محمية طبيعية أقيمت في المملكة عام 1987م بمساحة واسعة أكثر من 13 ألف كم مربع وذلك بعد إنشاء الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها عام 1986. وتقع في منطقتي الجوف والحدود الشمالية مع الحدود السعودية الأردنية.
والمحمية عبارة عن هضبة بركانيه وعرة في معظمها وتكثر فيها الصخور السود ومجموعة من الجبال البركانية بعضها ملاذ للذئاب. ويوجد فوهات بركانية خامدة تعرف باسم مكمن ومنها مكمن مشاور ومكمن طوقه.
ويغطي حرة الحرة تنوع نباتي يضم النباتات البرية المعمرة والشجيرات والأعشاب الحولية مثل العوسج والطرفاء والرمث والروثة والضمران والأرطى والأقحوان والجرجار والقرقاص والربل والحوذان والديدحان وغيرها الكثير.
ويتناول الفيديو أسباب التردي الذي حدث سابقا في المحمية بسبب تعديات صيد الغزلان واقتحام قطعان الإبل وقضائها على النباتات بسبب الرعي الجائر والرعي المبكر.
ويعرض الفيديو حقائق ونتائج حدثت بعد بضعة سنوات من انضمام حرة الحرة إلى محميتي الطبيق والخنفة مع مساحات واسعة أخرى توزعت بين أجزاء متصلة من مناطق الحدود الشمالية والجوف وتبوك وحائل باسم محمية الملك سلمان الملكية وبمساحة 13700 كم مربع وهي واحدة من المحميات الملكية التي أقرها أمر ملكي كريم عام 2018م ومنها محمية الملك عبدالعزيز الملكية التي تضم أجزاء من الدهناء والصمان والتنهاة والعرمة والخفس وأودية الشوكي والأعصل أو العصل والطيري، ومحمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية وأبرز ما تضم روضة خريم، ومحمية الإمام تركي بن محمد الملكية التي من أبرز ما تضم في نطاقها كل من التيسية والحجرة والزبيرة والحياتية وتربة وغيرها، ومحمية الملك خالد الملكية.
ويوضح الفيديو كيف أن حرة الحرة تغيرت وأصبحت حاليا مكانا آمنا للأحياء البرية مثل ظبي الريم والمها العربي والأرنب البري والذئب العربي والثعلب الأحمر والثعلب الرملي والقط البري والقط الرملي والضربان والزواحف مع أنواع من الطيور المقيمة والمهاجرة العابرة والزائرة الشتوية مثل الحباري والدرج والعقبان والبواشق والحمرات والقبرات والأبالق والدخل والقمري أو القميري وغيرها من الطيور المقيمة والمهاجرة التي أصبحت آمنة عن ممارسة الصيد وبخاصة صيد الحبارى وصيد القمري أو القميري وصيد القطا وصيد طيور الدخل وصيد الكروان.
ويقدم الفيديو مشاهد مثيرة صورها أفراد من فريق الحراسة والمراقبة أو الجوالين في المحمية منها ذئاب مفترسة تأكل الجيف وهذا يخالف تصورات خاطئة ينشرها بعض المتوهمين بإعطاء الذئب هيبة مبالغ فيها عن حقيقة افتراسه وأنه لا يأكل الجيف بينما الحقيقة أنه يقبل على الحيوانات النافقة إذا لم يجد شيئا من الطرائد والفرائس الحية، كما أن آخرين يبالغون في حقيقة اعتدائه وافتراسه للبشر والماشية كالأغنام وصغار الإبل أو الحيران، وإن كان يضطر إلى أن يفعل ذلك ويعتدي ويهجم لأن الحيوانات البرية قلت أو انقرضت.
من المثير أن فترة تصوير هذا الفيلم تزامنت مع موسم ولادات إناث ظباء الريم وهي الأكثر إنتشارا في المحمية فتشاهد سلوكها الرقيق وهي تتقافز أو تظهر فجأة من تحت الشجيرات متقدمة إلى أمهاتها كي ترضع وتتغذى، ويُلاحظ أن المواليد شديدة الحذر وهذا يدل أنها تعايشت مع طبيعة الحرة التي توجد فيها مهدداتها من المفترسات.
ومن المفاجآت أيضا تصوير مشهد نادر لأنثى طير حبارى وهي معششة ولم يبقى إلا أيام على فقس الصغار فتخرج أفراخ الحبارى وتبقى فترة تحت رعاية أمها إلى أن تبلغ مرحلة الطيران، أما ذكر الحبارى أو الخرب فليس له دور في رعاية الأفراخ بل يمضي مؤديا رقصات واستعراض الغزل للتزاوج مع أناث أخرى.
وتعزز طبيعة الحرة للحبارى أسلوب التخفي حينما تحضن بيضها ويعد الورل والقنفذ والثعلب والقط البري وبعض الجوارح من مهددات الأفراخ حينما تفقس. ويحدث للطيور التي تفرخ على الأرض وليس الأشجار مثل القطا والقبرات أن تذهب أفراخها غذاء للمفترسات والجوارح.
تم خلال الأيام الأربعة رصد العديد من أنواع الطيور منها الصرد المنهي عن قتله، والهدهد والوقواق والوروار والمكاء أو أم سالم وأنواع من القبرات والدخل أو الهوازج والسمان والباز والحوام والحدأة والعقاب والمرزات والبواشق وجوارح أخرى علما بأن المحمية تعتبر معبرا للطيور المهاجرة ومنها القمري أو القميري الذي كان الهواة يهتمون بصيده قبل منع صيده بالسعودية منذ 2021م
يقدم الفيديو طرائف تم رصدها للقطط البرية التي اكتسبت مسحة من اللون الأسود بسبب معيشتها وسط الصخور السوداء البركانية، وكذلك الثعالب والأرانب البرية والورل.
ويقدم الفيديو تنبيها إلى أن بعض المحميات الملكية زادت فيها أخيرا الثعالب زيادة قد تصبح مخلة ومهددة لبرامج إعادة توطين الحبارى والأرانب البرية باعتبار أنها تفترسها.
من الأخبار المفرحة أن فريق الحراسة في الحرة يؤكد على أن حوادث التعدي من أجل صيد الغزلان والحبارى أو الدخول إلى المحمية بدون استئذان تغيرت عن السابق وصارت شبه نادرة.
تبقى المحميات الطبيعية هي الخيار الأول لمكافحة التصحر بعيدا عن الاستنزاف وجور الصيد والاحتطاب والرعي.
في نهاية الفيديو تجد بعض المشاهد عن محمية حرة الحرة مع أصوات الطبيعة لعلها خاتمة محفزة للتأمل في جمال الحياة البرية.
تم التصوير خلال الفترة من 16 حتى 19 أبريل 2025م أي في ربيع الشمال 2025 علما بأنه تمت الإشارة في الفيديو إلى مشاهد محددة تم تصويرها في حرة الحرة عام 2019 أو ما عرف بربيع الشمال سنة 1440 هـ.
مع التحية
قناة محمد اليوسفي