ذِكر الصدّيق للبركة" وثائقي يختصر مسيرة خدمة القس بولس حداد وزوجته سلوى"
Автор: Rev. Boulos Haddad
Загружено: 2021-05-22
Просмотров: 13040
وُلد القس بولس حداد سنة 1928 في بلدة عين دارة، قضاء الشوف. اختبر نعمة الخلاص سنة 1952 بفضل شهادة شقيقه عبد المسيح حداد. عمِل كمحاسب في شركة "التابلاين" من عام 1949 إلى حين تفرّغه لخدمة الرب عام 1972.
لم ينتظر طويلًا بعد تجديده، فانطلق ليخبر كل مَن احتك بهم عمّا فعله الرب في حياته. وكان يجول في أزقّة البلدة بكل نشاط وحماسة ليوزّع النبذ الروحية. فتحمّل من جرّاء ذلك، اضطهادات كثيرة ولا سيما من الأقارب.
تزوّج القس بولس عام 1956 من ابنة عمّه سلوى حداد، فكانت خير معين له في مسيرة خدمته.
وقد بدأ خدمته الفعلية في بيته في منطقة المتحف في بيروت. وإذ بارك الرب الخدمة وتكاثر عدد المؤمنين، بادر مع عدد من الأخوة إلى استئجار شقة كبيرة في منطقة بدارو، حيث تأسّست الكنيسة رسميًّا سنة 1958 وسيم الأخ بولس قسِّيسًا. ومن ثم تم شراء قطعة أرض وبناء مبنى كنيسة، أُطلق عليها اسم كنيسة بدارو المعمدانية، وذلك سنة 1971.
تابع خدمته في الكنيسة فنمَت وأصبحت من أكبر الكنائس المعمدانية في لبنان. وقد انبثق عنها كنائس عدّة توزّعت في مناطق لبنانية مختلفة. كما أفرز الرب منها خدّامًا أجلاء منهم مَن خدم في لبنان ومنهم مَن سافر إلى الخارج ليؤسّس كنائس هناك.
كلمة العائلة: دربُ خدمةٍ شاق ومسيرةُ عطاءٍ طويلةٌ تراضيا أن يترافقا فيها جنبًا إلى جنب على مدى أربعةٍ وستينَ عامًا وحتى الرمق الأخير.
فماذا عساي أن أقولَ في والديَّ. بحثتُ عن كلماتٍ لأصفَ حياتَهُما، فإذا بي أرى الأحبَّاءَ من حولي قد سبقوني واستنفدوا كلَّ التعابير. حاولتُ أن أؤرِّخَ مسيرتَهُم فسبقني التاريخُ وخطَّ السطورَ على صفحاتِ قلوبِ الكثيرين من دون أن ندري. سأكتفي ببعضِ الكلام لأقولَ لهما هنيئًا لكما لأنكما أُعطِيتُما امتيازَ خدمةِ السيد، فكنتُما على قدر الأمانة.
لقد نشَّأنا والديَّ على محبةِ الربِّ ومحبةِ الخدمةِ ومحبةِ الناس من دون حدودٍ أو حسابات، وشعارُهُما: جدِّيةُ حياةِ الإيمان هي بقدرِ جديةِ عملِ الفداء. فما زلتُ أرى وجه أمي مبتَسمًا دائمًا وهيَ تستقبلُ الجميعَ في بيتِها وعلى مائدَتِها حتى مع تقدُّمها في الأيام. أَضَافَتِ الْغُرَبَاءَ، غَسَّلَتْ أَرْجُلَ الْقِدِّيسِينَ، سَاعَدَتِ الْمُتَضَايِقِينَ، اتَّبَعَتْ كُلَّ عَمَل صَالِحٍ. وعلى الرغم من اعتلالِ صحتِها لم تتوانَ يومًا عن حضورِ الاجتماعاتِ أو مرافقةِ والدي إلى الخدمةِ أينما ذهب. أمَّا والدي فما أراه إلَّا جنديًّا متأهبًا دائمًا للقيام بكل المسؤوليات والمهام، منذ الصباحِ الباكرِ وحتى ساعاتِ المساءِ المتأخرة من دون كللٍ أو ملل. فلم يضيِّعِ الأوقاتَ أوِ الفُرَص، مؤمنًا بأنَّ كلَّ وقتٍ أو مجهودٍ يضَعُه خارجَ نطاقِ الخدمةِ هو بلا قيمة.
وهكذا جعلا من بيتنا كنيسةً مصغَّرةً تصبُّ جميعُ النشاطاتِ فيه لمجدِ المسيح، وعشًّا دافئًا تستريحُ فيه أحشاءُ القديسين. لم يُريدا يومًا أن يُخدَما بل أن يَخدُما، شأنُهُما شأنُ سيدِهِما. وحتى إبانَ مرضِهِما وفي رحيلِهِما لم يرضيا أن يكونا ثِقلًا على أحد، فَرَحَلا بكلِّ هدوءٍ وسلام.
لا أقفُ اليومَ لأَبكِيهِما، مع أنَّ جدران قلبي توجعني على فراقِهِما. إنما أرفعُ عينَيَّ إلى فوقُ سائلةً من الربِّ معونةً كي نحفظَ الأمانة، فنسيرُ على الدربِ الذي سارا فيه، ونثبتُ على ما تعلَّمنا وأيقنَّا، عالمين ممَّن تعلَّمنا، ونصونُ الإرثَ الروحيَّ الذي تَرَكاهُ لنا والذي لا يُقدَّرُ بثمن. لقد أُسدِلَتِ الستارةُ إنما يبقى ذكرُ الصدِّيقين للبركة.
كلمة الأخ سهيل مدانات: مُقَدِّماً نَفْسَكَ فِي كُلِّ شَيْئٍ قُدْوَةً لِلأَعْمَالِ ٱلْحَسَنَةِ، وَمُقَدِّماً فِي ٱلتَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَاراً، وَإِخْلاَصاً.
استمعتُ لثلاثِ عظاتٍ اخترتُها عشوائياً من سنة 2015. في كلٍّ منها وجدتُ هذه العواملَ الثلاثة مجتمعةً: نقاء، ووقار، وإخلاص.
نقاء، لأنه كان يتكلمُ من كلمةِ الله مباشرةً، لا من كلامِه، ولا من فلسفاتِ بشر.
ووقار، لأنه مِن أكثر من أعطى مِنبرَ الله ما يستحقُّه من هيبةٍ واحترام، سواءٌ أكان بكلامِه أو برزانتِه أو حتى بمظهرِه وأناقتِه. كان يصعدُ إليه كمن يعتلي مِنبرَ الله فعلاً، .
وإخلاص، لأنه تكلم من قلبٍ يغلي بحب الرب وبغيرة صادقة على كنيسة الرب وشعبِ الرب.
عظاتُه الثلاث أتت من سلاسلَ مختلفة، لكنها معاً تُكوّن رسالة نبوية متكاملة لكنيسة اليوم، فيها يُشَخّصُ علةَ الكثيرين من شعب الكنيسة بفئاتِه المختلفة.
في العظة الأولى، بعنوان "أولادُ اللهِ يضيئون"، يتكلم عن العذارى الجاهلات. أشخاص يأتون إلى الكنيسة سنواتٍ طويلة ويسمعون مئات العظات، لكن بلا تغيير لأنهم بلا روح، بلا زيت يضيء المصباح. يأتي العريس وهم غائبون ومصابيحُهم مطفأة، ثم يجدون باب العرسِ موصداً أمامَهم. لا دخول! شيء مرعب فعلاً.
في الثانية، بعنوان "نقلات المؤمن"، يتكلم عن النقلة التي يُفترض أن تفصل المؤمن عن العالم الفاسد. يذكرنا بأن محبة العالم هي الخطر الأكبر، ويستغرب كيف لشخصٍ يفترضُ أن يملأَ حبُّ الربّ قلبَه أن يحبَّ العالم أيضاً بما فيه من شهواتٍ وتعظم.
ثم في العظة الثالثة، بعنوان "ضلال الابن الأكبر"، يتكلم عن الطرف المقابل لعضوِ الكنيسة الذي يحبُّ العالم، عضوِ الكنيسة الناموسي. متزمت ومنهجي وملتزم، لكنه ليس ابناً، كالأخ الأكبر للابن الضال. يخبرنا الأخ بولس بكلِّ جرأة وبكلِّ عمقِ المعلم بأن الابنَ الأصغر نعم ضلَّ في لحظةِ جهل، لكنه كان ابناً يحبُّ أباهُ ويثقُ بحبِّه، فعاد إليه. الابنُ الأكبر كان موظفاً يحفظُ القوانين والناموس بدقة، لكنه لم يكن ابناً، بلا حبٍّ لأبيه، وبلا فهمٍ لحبِّ أبيه. الله يبحث عن أبناء، لا عن موظفين. ... من أدق وأرق ما سمعت.
حياة #بولس_حداد يُقتدى بها، ومِنبرُه مَدرسة للتعليم الكتابي المتسم بالنقاء والوقار والإخلاص.
ليت الرب يلبي شهوة بولس حداد وشهوة كل قلب مقدس بأن نرى كنائس مليئة بمؤمنين حارين في الروح، عابدين الرب، مصابيحُهم مشتعلة، يحتقرون العالمَ الفاسد وشهواتِه ... لا ناموسيين ناشفين، بل مؤمنين عاشقين، قلوبُهم تغلي بحب يسوع. آمين.
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: