عالم متقدّم وعالم نامي 🌍| متوسّط الدخل الفردي | مؤشّر التنمية البشريّة | نسبة الأميّة | نسبة التمدرس

عالم متقدّم وعالم نامي
تتفاوت دول العالم على عدّة مستويات اقتصاديّة واجتماعيّة. وللتمييز بين العالم المتقدّم والعالم النّامي تستعين منظّمات الأمم المتّحدة بمقاييس ومؤشّرات تساعدها على معرفة مستوى التّقدّم في كلّ بلد.
ومن بين أهمّ هذه المؤشّرات معرفة متوسّط الدخل الفردي أو ما يعبّر عنه اقتصاديّا ب نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام، ويتمّ احتسابه عن طريق قسمة الناتج الوطني الخام للدّولة على عدد السكّان
ويُستخدم نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام على نطاق واسع لتصنيف الدول حسب مستويات الدخل والمعيشة، ولتحديد مستويات التنمية الاقتصادية.
يمكن تقسيم البلدان إلى 4 مجموعات رئيسيّة حسب الدّخل مع الأخذ بعين الاعتبار تصنيف البنك الدولي لسنة 2024، فنجد
• الدول ذات الدخل المنخفض: حيث نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام أقل من 1200 دولار مثل معظم دول افريقيا جنوب الصّحراء، وسوريا واليمن وأفغانستان..
• والدول ذات الدخل المتوسط الأدنى حيث: نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام بين 1200 و 4,500 دولار مثل أغلب دول افريقيا وجنوب آسيا بالإضافة إلى أوكرانيا وبوليفيا وغيرهم
• ثمّ الدّول ذات الدخل المتوسط الأعلى حيث: نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام بين 4,500 و 14,000 دولار مثل الصّين وروسيا و معظم دول أمريكا الجنوبية
وأخيرا دول الدخل المرتفع حيث: نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام يزيد عن 14,000 دولار مثل أمريكا وكندا ودول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وغيرهم
ويعتبر نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام مقياس للمستوى المعيشي وهو واحد من 3 مقاييس تعتمدها الأمم المتّحدة لقياس مؤشّر التنمية البشريّة إلى جانب التعليم والصحّة:
يُقيّم مستوى التعليم في بلد ما بالنظر إلى عاملين رئيسيّين وهما:
نسبة الأميّة: وهي نسبة الذين لا يحسنون القراءة والكتابة من المجموع العام للسكّان
ونسبة التمدرس: وهي نسبة الأطفال الذين يزاولون تعليمهم من مجموع الأطفال الذين هم في سنّ الدّراسة
ولتقييم مستوى الرعاية الصحيّة داخل البلدان تعتمد الأمم المتّحدة على مقياس أمل الحياة عند الولادة: وهي عدد السنين المتوقّع أن يحياها الفرد باعتبار الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي يعيش فيها،
ويمكن أن نلخّص مقاييس مؤشّر التنمية البشريّة للبلدان المتقدّمة والنامية حسب الجدول التالي:
في التعليم
تمتلك الدول المتقدمة: نظم تعليمية متطورة وشاملة، إضافة إلى نسبة تمدرس عالية جدّا ممّا يجعل نسبة الأميّة منخفضة جدّا، مع متوسط سنوات دراسة مرتفع. ويحظى التعليم العالي باهتمام كبير.
وفي المقابل تعاني الدول النامية من نقص في البنية التحتية التعليمية والموارد، مما يؤدي إلى نسبة تمدرس منخفضة ونسبة أميّة مرتفعة مع متوسط سنوات دراسة أقل. وقد يواجه الأطفال صعوبات في الوصول إلى التعليم الأساسي والثانوي.
أمّ بالنسبة للصحّة:
فتتمتع الدول المتقدمة: بمستويات عالية من الرعاية الصحية، مما يساهم في ارتفاع أمل الحياة عند الولادة . كما تتوفر بها خدمات صحية عالية الجودة وشاملة، وهو ما يقلل من معدلات الوفيات والأمراض.
أمّا الدول النامية: فغالبًا ما يكون أمل الحياة عند الولادة أقل، بسبب نقص الرعاية الصحية الجيدة وانتشار الأمراض والوفيات المرتفعة
وأخيرا المستوى المعيشي
في الدّول المتقدّمة يتمتع الأفراد بنصيب مرتفع من الناتج الوطني الخام، مما يعكس مستوى معيشي مرتفع وسهولة الوصول إلى السلع والخدمات المتنوعة.
أمّا في الدول النامية فيكون نصيب الفرد من الناتج الوطني الخام أقل، مما يعكس مستوى معيشي منخفض وقدرة محدودة للوصول إلى السلع والخدمات.
ومؤشّر التنمية البشريّة هو مقياس تأليفي تتراوح قيمته بين الصفر والواحد ويساعد الأمم المتّحدة على تصنيف الدول إلى 4 مجموعات رئيسيّة:
الدول ذات التنمية البشرية المنخفضة: أقل من 0.550 مثل دول افريقيا جنوب الصحراء
الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة المنخفضة: من 0.550 إلى 0.699
مثل دول جنوب آسيا: الهند والدول المجاورة لها وبعض الدول العربية مثل المغرب والعراق وسوريا وبعض الدول الافريقيّة
الدول ذات التنمية البشرية المتوسطة: من 0.700 إلى 0.799 مثل الصّين وأغلب دول أمريكا اللاتينيّة وشمال افريقيا وجنوبها وبعض دول أوروبا الشرقيّة مثل أوكرانيا
الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة 0.800أو أكثر. يشمل معظم دول أوروبا الغربية، أمريكا الشمالية والجنوبيّة، بعض دول آسيا مثل روسيا واليابان وكوريا الجنوبية، دول الخليج العربي وأستراليا.
وأنشأت الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة سنة 1964 مؤتمر الأمم المتّحدة للتجارة والتّنمية المعروف اختصارا بالأونكتاد وهو منظّمة دوليّة تساعد على إيجاد بيئة ملائمة تسمح باندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي.
ويقسّم الأونكتاد المجال العالمي إلى ثلاث مجموعات:
البلدان المتقدّمة: وتشمل دول أمريكا الشماليّة وأوروبا وروسيا واليابان وكوريا الجنوبيّة إضافة إلى استراليا ونيوزيلاندا، وبما أنّ معظم هذه الدول تقع في شمال الكوكب فقد اصطلح على تسميتها أيضا بدول الشّمال
أمّا دول الجنوب فهي تنقسم إلى مجموعتين
الدول النامية مثل دول أمريكا الجنوبيّة ودول شمال افريقيا وجنوبها وأغلب دول آسيا
والدول الأقلّ نماءا التي تتركّز في افريقيا وبعض الدول الآسيوية مثل أفغانستان ونيبال وبنغلادش وكمبوديا وغيرها...
وتحرص العديد من الدّول النّامية على اللّحاق بركب الدّول المتقدّمة من خلال تطوير القطاعات الاقتصاديّة وتحقيق نهضة اجتماعيّة شاملة.