خريطة التفاوت في التقدّم في العالم 🌍| دول الثالوث | قوى عالميّة صاعدة: الصّين والهند

خريطة التّفاوت في التّقدّم في العالم
إنّ التفاوت في التّقدّم بين دول الشّمال ودول الجنوب هو السّمة المميّزة لعالمنا اليوم، ويتجلّى هذا التّباين من خلال العديد من المؤشّرات: الاقتصاديّة والاجتماعيّة والديمغرافيّة.
تحتكر البلدان المتقدّمة حوالي 64% من النّاتج الداخلي الخام العالمي سنة 2021 رغم أنّها لا تمثّل سوى 16% فقط من مجموع السكّان.
وتبرز فيها دول الثالوث وهي:
الولايات المتحدة الأمريكيّة
الاتحاد الأوروبي
واليابان
وهي تعتبر من أكبر الاقتصادات في العالم من حيث الناتج الدّاخلي الخام وتهيمن على الاقتصاد العالمي منذ منتصف القرن العشرين بفضل نفوذها الماليّ القويّ فهي تمتلك عملات قويّة
الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي واليان الياباني وهي تمثّل حوالي 84% من احتياطي العملات في العالم سنة 2022
وتمتلك دول الثالوث بورصات عالميّة مؤثّرة مثل بورصة نيويورك وشيكاغو وباريس وطوكيو، كما أنّها رائدة في الابتكار التكنولوجي وتطوير التقنيات الجديدة
وعلى الرّغم من هيمنة دول الثالوث على الاقتصاد العالمي فلا يوجد اختلاف كبير بين المستوى المعيشي لسكّانه وبقيّة البلدان المتقدّمة حيث يتمتع الأفراد في دول الشمال بدخل سنويّ مرتفع مع نسبة منخفضة جدّا من الفقراء.
أمّا دول الجنوب فالاختلافات بينها حادّة ويمكن تصنيفها إلى 5 مجموعات رئيسيّة:
قوى عالميّة صاعدة: متمثّلة في الصّين التي تنافس الولايات المتحدة الأمريكيّة على الصّدارة من حيث الناتج الدّاخلي الخام وهي تتميّز بنموّ اقتصادي سريع يتجاوز ال 10% في بعض السنوات وتعتبر الصّين مصنع العالم حيث تنتج مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية بأسعار تنافسية.
تليها الهند التي تمتلك ثالث أكبر اقتصاد في العالم الذي تحول من اقتصاد زراعي إلى اقتصاد متنوع يشمل الصناعات التحويلية والتكنولوجيا والخدمات. وقد حققت الهند معدلات نمو اقتصادي مرتفعة على مدى العقود الماضية وهي تتمتّع بأكبر قوّة عاملة في العالم فهي أكبر دولة من حيث عدد السكّان.
ثمّ تأتي مجموعة الدّول الصّناعيّة الجديدة: مثل أندونيسيا وماليزيا وتايلاند والبرازيل والمكسيك وتركيا وجنوب افريقيا وقد طبّقت هذه البلدان نموذج التصنيع الموجّه للتصدير ويتراوح مؤشّر التنمية البشريّة في هذه البلدان بين 0.7 و0.8
وقد كانت كوريا الجنوبيّة ضمن هذه المجموعة قبل أن تلتحق بركب الدّول المتقدّمة بصفة رسميّة سنة 2021
ثمّ نجد مجموعة الدول الغنيّة بالثروات الطبيعيّة: مثل النفط والغاز والماس والذهب والفضّة والنحاس وغيرها وتنقسم بدورها إلى مجموعتين متباينتين:
دول استغلّت عائداتها من تصدير هذه الثروات في تحسين مستوى عيش سكّانها مثل دول الخليج العربي والغابون وكازاخستان المصدّرة للنفط والغاز الطّبيعي وبوتسوانا المصدّرة للماس والشيلي التي تعتبر أكبر منتج ومصدّر للنحاس في العالم وغيرها وتتميّز هذه البلدان بارتفاع مؤشّرات التنمية البشريّة فيها حيث تتراوح بين 0.7 و0.9
أمّا المجموعة الثانية فعلى الرغم من أنّها غنيّة بالموارد الطبيعيّة لكنّ عدم الاستقرار السياسي وسوء الإدارة والفساد حال دون استغلالها في تحقيق التنمية مثل نيجيريا وفينزويلا اللتان تمتلكان احتياطيات ضخمة من النفط دون أن يكون لها أثر إيجابي على مستوى عيش عامّة السكّان والذي يشبه إلى حدّ كبير
مجموعة البلدان النامية متوسّطة التقدّم والثراء التي تشمل أغلب دول شمال افريقيا ودولا آسياويّة مثل منغوليا وتركمانستان وباكستان ودولا من أمريكا اللاتينيّة مثل بوليفيا ويتراوح مؤشّر التنمية البشريّة في هذه البلدان بين 0.550 و0.750
وأخيرا البلدان الأقلّ نماءا وتشمل أغلب الدول الافريقيّة مثل مالي والنيجر والتشاد وبعض دول آسيا مثل اليمن وأفغانستان وتنخفض فيها مؤشّرات التنمية البشريّة إلى أقلّ من 0.550 وهي تشكو من الفقر وارتفاع نسبة الأميّة وتردّي الوضع الصحّي وتعتبر هذه البلدان هي الأفقر في العالم.