ديكتاتورية الأغلبية من خلال قراءة كتاب "عن الديمقراطية في أمريكا" لألكسيس دي توكفيل
Автор: SA Abdelmalki س. عبد الله عبدالملكي
Загружено: 2021-11-07
Просмотров: 1683
لا شك أن زمن كورونا قد أعاد إلى الواجهة الحديث عن الديمقراطية وعن مدى احترام الأنظمة السياسية لمبادئها,
فقد عرف عديد من دول العالم في ظل النظام العالمي الجديد تجاوزات صارخة لحقوق المواطنين
أدت في نهاية المطاف إلى العودة إلى النظام الاستبدادي بشكل جديد مقنع
الذي ينفرد بوضع قوانين واتخاذ إجراءات ضدا على إرادة الشعوب وكرامتها
وضربا عرض الحائط بحقوق الإنسان الكونية.
بل نجد أن من بين المسؤولين على الشأن العام في هذا البلد أو ذاك من يقدم فهما خاطئا وخطيرا لمعنى الديمقراطية،
فيختزل النظام الديمقراطي في حكم الأغلبية ليجعل من سلطتها كلمة الفصل في كل شيء دون احترام لرأي الأقلية و لمن يخالفُها في ما تذهب إليه،
كأن النظام الديمقراطي جاء لإقصاء الأقلية والرأي الآخر ويجعل سلطة القرار حكرا على الأغلبية.
هذا الوضع النشاز والمنحى الخطير للنظام الديمقراطي في الواقع السياسي للشعوب
هو الذي يحفز على إعادة قراءة كتاب "عن الديمقراطية في امريكا" لألكسيس دي توكفيل
لفهم كيف أن تنامي آثار المساواة في الأحوال الاجتماعية على الفرد والدولة تؤدي إلى المادية والتماثل بين الأفراد وإلف الحياة العائلية والانعزال،
وبهذا يصبح الإنسان الديمقراطي مستعدا لتقبل الاستبداد أو الانجراف نحوه.
وقد لا تَحْصُلُ العبودية هذه عن طريق استعبادهم من قبل طاغية من النوع القديم،
كما يشير إليه المؤلف،
بل عن طريق استعبادهم من قبل الدولة ذاتِها التي قد ينتخبها الشعب.
أي أن الشعب ذاتَه يمكن أن ينتخب أسياده،
وبهذا تصبح الديمقراطية نوعا من أنواع الاستعباد، استعباد الشعب لنفسه،
وذلك بطغيان الأغلبية على الأقليات،
سواء أكانت أقليات اجتماعية أو أقليات معرفية أو أقليات اقتصادية،
ثم طغيان الدولة على الأفراد المنعزلين العاجزين المغلوبين على أمرهم.
وهكذا تتحقق المساواة الاجتماعية ويتحقق التماثل والتعادل بين الأفراد في ظل العبودية واستبداد الدولة بالسلطة والثروة.
.....
إذا كان هذا هو واقع وآفاق الديمقراطية في أمريكا منشأ الديمقراطية الحديثة،
فما بالنا بواقع ديمقراطية صورية يحكم فيها ملك أو أمير أو رئيس أو عسكري؟
الواقع يقول أنها لم ولن تخرج أبدا عن طبيعتها الاستبدادية بالرغم من خلق مؤسسات نقول عنها ديمقراطية.
وتبقى الغلبة في الأخير لتلك الفئة القليلة التي لم تُنتجها صناديق الاقتراع ولم تحظى باختيار الحاكم المستبد ،
إنها الفئة القليلة التي تمسكت بإرادتها في الحرية وبكرامتها الإنسانية والتي تميزها عن الأغلبية وقوم تبع مصداقا لقوله تعالى " وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"
فهل الديمقراطية هي الحل؟
Доступные форматы для скачивания:
Скачать видео mp4
-
Информация по загрузке: