بوزفور عن تأمين الملاعب.. المغرب يراكم التجربة ويستعد لكأس العالم 2030

يؤكد الخبير الأمني محمد بوزفور أن تأمين الملاعب لا يقتصر فقط على الجانب الأمني التقليدي، بل يشمل تخطيطًا استراتيجيًا متكاملاً يجمع بين الهندسة الأمنية والتدبير التنظيمي، وهو ما يحرص المغرب على تطبيقه استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

يشير بوزفور إلى أن أي تصميم هندسي للملعب يجب أن يأخذ في الاعتبار المعايير الأمنية، بحيث يتم ضمان سهولة التدخل الأمني في الحالات الطارئة، مثل اندلاع حريق أو أعمال شغب، وهو ما دفع المغرب إلى إدخال تحسينات على بنيته التحتية الرياضية. ويوضح أن الأجهزة الأمنية المغربية تتابع جميع تفاصيل بناء وتأهيل الملاعب لضمان توفير ممرات إخلاء آمنة، وأماكن مخصصة للصحفيين، ومدرجات تفصل بين جماهير الفرق المتنافسة.

يرى بوزفور أن تنظيم البطولات الكبرى لا يقتصر فقط على تأهيل الملاعب، بل يتطلب جاهزية أمنية شاملة تشمل التحكم في تذاكر المباريات، واعتماد الرقمنة في ولوج الملاعب، مما يسهل تتبع بيانات الجماهير وضبط أي محاولات تسلل أو خرق للقوانين. ويؤكد أن المغرب يعتمد على التنسيق الأمني اليومي مع شركائه الدوليين، خاصة إسبانيا والبرتغال، لضمان أعلى مستويات الحماية خلال التظاهرات الرياضية الكبرى.

يشدد بوزفور على أهمية تكوين الطواقم الأمنية المغربية وفق معايير دولية، حيث يعتبر أن الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس إفريقيا 2025 تشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرات المملكة في التنظيم الأمني، مما يجعل هذه التجربة ضرورية للاستعداد الأمثل لمونديال 2030. ويضيف أن نقل التجارب الأمنية بين الدول يعد أمرًا حاسمًا في تعزيز الأمن الرياضي، حيث سبق للمغرب أن استفاد من تجارب دولية خلال مشاركته في تأمين كأس العالم 2018 بروسيا وكأس العالم 2022 بقطر.

يؤكد بوزفور أن التحديات الأمنية المرتبطة بتنظيم البطولات الكبرى تشمل التعامل مع الجماهير الأجنبية، وإدارة الحشود، وضبط السلوكات غير القانونية داخل الملاعب، وهو ما يتطلب من الأمن المغربي اعتماد تكوين متطور يشمل التدريب على اللغات الأجنبية وأساليب التعامل مع المشجعين من ثقافات مختلفة. ويشير إلى أن التجربة المغربية في محاربة الإرهاب وتأمين الفعاليات الكبرى تجعلها نموذجًا يحتذى به دوليًا، حيث تحظى الأجهزة الأمنية المغربية باعتراف دولي في هذا المجال.

يرى بوزفور أن الوعي الجماهيري عنصر أساسي في إنجاح أي تظاهرة رياضية، مشددًا على ضرورة عدم نقل النزاعات المحلية إلى المنافسات الدولية، كما يرفض استغلال الملاعب لنشر رسائل خارجة عن الإطار الرياضي. ويؤكد أن الأمن المغربي قادر على التعامل مع مختلف التحديات المرتبطة بالتنظيم، بفضل تاريخه الطويل في تأمين الأحداث الكبرى، مما يعزز مكانته كشريك استراتيجي في المجال الأمني الرياضي عالميًا.