كيلاني: الغربة زادتني وطنية.. وهذا ما فعلته عندما رأيت خريطة بلادي مبتورة

من طفلة تلاحق بعينيها ضوء الكاميرا الأحمر في برنامج "القناة الصغيرة"، إلى وجه إعلامي بارز في كبريات القنوات العربية، رسمت الإعلامية المغربية نبيلة كيلاني مساراً مهنياً حافلاً، لم يخلُ من المواقف الوطنية الحازمة، والتضحيات الشخصية في سبيل الأسرة، ورؤية نقدية لواقع الإعلام اليوم.
"مغربية حرة" في مواجهة الخطأ
في حديثها عن الغربة والوطنية، كشفت كيلاني أن الابتعاد عن الوطن لا يزيد "المغربي الحر" إلا تمسكاً بجذوره. وسردت الإعلامية المقيمة في دبي موقفاً لا يُنسى حدث معها على الهواء مباشرة، حينما لاحظت عبر شاشة المراقبة (Monitor) ظهور خريطة للمغرب "مبتورة" خلفها ضمن تقرير إخباري.
لم تتردد كيلاني في التدخل فوراً رغم ضغط المباشر، مطالبة المخرج بقطع الصورة وتغييرها، واصفة الأمر بـ"الخطأ الشنيع". وقالت بلهجة حازمة: "نبهت طاقم العمل بشدة، وقلت لهم: حينما يتعلق الأمر بالمغرب، استشيروني.. لا يمكن أن أمرر خطأ يمس بلادي". هذا الموقف يعكس حرصها الشديد على تفاصيل الهوية الوطنية، التي تحرص أيضاً على نقلها لبيتها وأطفالها من خلال الأجواء المغربية، الأعياد، واللباس التقليدي، رغم زواجها من جنسية مختلفة.
بين "أضواء الأستوديو" و"الالتزام العائلي"
وعن التوفيق بين الحياة المهنية والشخصية، اعترفت كيلاني بأن "العمل الإعلامي يلاحقك إلى غرفة النوم"، مشيرة إلى صعوبة الفصل التام بينهما، خاصة وأن زوجها ينتمي لنفس المجال. ومع ذلك، اتخذت نبيلة قراراً جريئاً بالابتعاد عن تقديم البرامج اليومية المباشرة التي استنزفتها لسنوات، مفضلة نظام "العمل الحر" (Freelance) في الوقت الحالي.
وبررت هذا القرار برغبتها في التفرغ لتربية طفليها (7 و4 سنوات) في هذه المرحلة العمرية الحساسة، واصفة نفسها بـ"الأم الدجاجة" (Maman Poule) التي تحيط صغارها برعاية فائقة، مؤكدة أن "الأولويات تتغير، والأطفال بحاجة لأمهم أكثر من أي نجاح مهني في هذه المرحلة".
نقد لاذع لـ"فوضى التخصصات"
لم تفت الإعلامية المغربية الفرصة لتوجيه سهام النقد لواقع الإعلام الحالي، داعية إلى ضرورة "التقنين" والعودة إلى التخصص. وانتقدت ظاهرة اقتحام غير المتخصصين للمجال، قائلة: "لا يعقل أن تتحول مغنية فجأة إلى مقدمة برامج ثقافية، أو شخص لا علاقة له بالإعلام ليصبح محاوراً فقط لأن لديه متابعين". وشددت على ضرورة احترام التخصصات، كما يحترم المريض تخصص الصيدلي والطبيب.
السينما.. تجربة يتيمة
وعرجت كيلاني على تجربتها الوحيدة في التمثيل عام 2009 في فيلم للمخرج عبد الكريم الدرقاوي، حيث أدت دور صحفية. ورغم خوضها التجربة، أكدت أنها كانت "الأولى والأخيرة"، مشيرة إلى أن طبيعتها التي تعودت على "الأدرينالين" والمباشر في التلفزيون لم تنسجم مع برودة الإعادة والتكرار في العمل السينمائي، موجهة تحية تقدير للممثلين على صبرهم وقدرتهم على التقمص.
تظل نبيلة كيلاني نموذجاً للإعلامية التي استطاعت الموازنة بين شغف المهنة، والهوية الوطنية الراسخة، وواجبات الأمومة، مقدمة دروساً في أن النجاح الحقيقي يكمن في ترتيب الأولويات والحفاظ على الأصالة.



“فبراير.كم” إنه صوت الجميع. إنه عنوان الحقيقة كما هي بدون رتوش. الرأي والرأي الآخر.
تابعونا على:
Official Website | https://febrayer.com
Facebook |   / febrayer  
instagram:   / febrayer  
#بارطاجي_الحقيقة