إعراب الفعل: جوازم الفعل المضارع/٢

شرح ابن عقيل / المرحلة الرابعة

فعلا الشرط والجواب
أدوات الشرط المتقدمة تجزم فعل الشرط, وجواب الشرط :
والشرط لا يكون إلّا فعلا, أمّا جواب الشرط فهو جملة الأصل فيها أن تكون فعلية, ويجوز أن تكون اسمية, نحو: إن تقرأْ تنجحْ , وإن تقرأْ فأنت ناجحٌ.
إذا كان الشرط والجزاء فعلين فيكونان على أربع صور:
1- أن يكون الفعلان ماضيين: ويكونان في محل جزم, كقوله تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ} .
2- أن يكونا مضارعين: كقوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} .
3- أن يكون الأول ماضيًا والثاني مضارعًا: كقوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} .
4- أن يكون الأول مضارعًا والثاني ماضيًا: وهو قليل ومنه قوله:
مَنْ يَكِدْنِي بِسَيِّءٍ كُنْتُ منه ... كَالشَّجَا بَيْنَ حَلْقِهِ وَالْوَرِيدِ
الشاهد فيه: مجيء الشرط (يَكِدْنِي) فعلًا مضارعًا, وجواب الشرط (كُنْتُ).
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ )).
الشاهد فيه: مجيء فعل الشرط( يَقُمْ ) مضارعًا, وجواب الشرط( غُفِرَ ) ماضيًا.
ملحوظة: إذا كان فعل الشرط ماضيًا وجواب الشرط مضارعًا جاز جزم جواب الشرط, ورفعه وكلاهما حَسَنٌ, فنقول: إنْ قَامَ زيدٌ يَقُمْ خالدٌ, وإنْ قَامَ زيدٌ يَقُومُ خالدٌ. ومنه قول الشاعر:
وَإِنْ أَتَاهُ خَلِيلٌ يَومَ مَسْأَلَةٍ ... يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ
الشاهد فيه: أنَّه رفع جواب الشرط (يقول)؛ لأنَّ فعل الشرط فعل ماضٍ.
أمَّا إذا كان فعل الشرط مضارعا والجواب مضارعا فيجب الجزم فيهما, ورفع الجزاء ضعيف كقول الشاعر:
يَا أَقْرَعُ بْنَ حَابِسٍ يَا أَقْرَعُ ... إِنَّك إِنْ يُصْرَعْ أَخُوكَ تُصْرَعُ
الشاهد فيه: وقوع جواب الشرط فعلًا مضارعًا مرفوعًا, على الرغم من أنَّ فعل الشرط فعل مضارع, وهذا ضعيف.